منح الأحد، وزير تهيئة الإقليم والبيئة والسياحة، شريف رحماني، الإعتمادات ل 50 مرشدا سياحيا على المستوى المحلي والوطني، تندرج في إطار تنفيذ المخطط التوجيهي للتنمية السياحية لآفاق 2025، من أجل الحد من الفوضى التي طبعت هذه المهنة لسنين طوال. وبالموازاة هدد الوزير بسحب الاعتماد من قبل المرشدين في حالة انحراف أصحابها عن المقرر المحدد لشروط مهنتهم. يأتي هذا الاعتماد، الذي تم لأول مرة في الجزائر منذ الإستقلال، لسد الفراغ الذي اكتنف هذه المهنة، حيث أكد رحماني أن أغلب المرشدين المتواجدين في الجزائر لا يخضعون للنظام والقانون، وكانت مهنتهم تمارس في إطار غير رسمي، ولأن الكفاءة والاجتهاد التي عرفتها هذه المهنة مؤخرا، فقد آن الأوان لتوضيبها، من خلال إعداد مرسوم يحدد الشروط العامة لممارسة مهنة الدليل والمرشد السياحي.وقال رحماني، على هامش تسليم الاعتمادات للمرشدين بفندق الهيلتون، إن الدليل السياحي ينبغي أن يتحلى بسلوك ومواصفات تليق بالزوار والسياح الأجانب، وأن يكون ملما بآخر التكنولوجيات المرتبطة بالسياحة، وامتلاك معرفة وثقافة واسعة حول ثقافة الحضارات وواقع السياحة الوطنية والعالمية.ولأن عدد المرشدين المعتمدين قليل، بغض النظر عن المؤهلات السياحية في الجزائر، فقد أكد المسؤول الأول للقطاع السياحي في الجزائر عزم الوزارة على مضاعفة عدد الاعتمادات خلال الأسابيع القليلة القادمة، من خلال تنظيم المراقبة والانضباط وفرض الاحترافية، كما سيتم تشغيل أكبر عدد من الموظفين لتخفيض الطلب والبطالة من جهة وتحسين صورة الجزائر السياحية من جهة ثانية.ومن المنتظر أن تشرع الوزارة في الأيام القليلة القادمة، في إعداد تربص بفندق الأوراسي لفائدة المرشدين، في إطار برنامج متعدد الأوجه حول السياحة العالمية ودوافعها وخصائصها وتطوراتها، كما سيتلقون دروسا حول التكنولوجيات الحديثة للسياحة، واللغات المتعددة. والهدف من ذلك خدمة السائح والزائر الجزائري انطلاقا من لحظة وطء قدمه تراب الجزائر إلى غاية بلوغ المحطة الأخيرة للعودة إلى وطنه.وقد حدد رحماني 4 مهام رئيسية للمرشد السياحي، سواء بالنسبة للدليل المحلي أو الدليل الوطني، الذي يتطلب مستوى من الشهادات تضمن له الاحتكاك بالوفود الأجنبية، وتتمثل أساسا في المهمة المادية من خلال ضمان الرفاهية والراحة للسائح الأجنبي، من خلال حجز غرف لهم بالفنادق، ومرافقتهم خلال الرحلات، وهناك مهمة تقنية من خلال خلق الحيوية والنشاط وإعلامهم بأحسن الفنادق والمطاعم، إلى جانب المهمة الثقافية التي تكمن في تغذية فضول السائح، ومهمة الاكتشاف.