"كنت أريد البحث عن عمل، وحلمت بالسفر إلى الخارج لإكمال دراستي، لم أتوقع بأن تحقيق حلمي سيكلفني الدخول إلى السجن..." هذه هي الكلمات التي صرح بها الطالب الجامعي باديس بكل عفوية وهو يواجه عقوبة قد تصل إلى 4 سنوات حبسا نافذا في حالة إدانته بتهمة النصب والاحتيال. حيث مثل أمام محكمة الجنح بسيدي امحمد وهو متورط في قضية تسيير وكالة وهمية لتشغيل الفتيات كمضيفات استقبال بالمعرض الدولي، لأنه بكل سذاجة ودون أن يدري كان طرفا في النصب والاحتيال على 113 فتاة أوهمهن رفقة المتهم الفار بتوفير عمل لهن مقابل 4 آلاف دينار عن كل واحدة منهن. الشاب باديس، من مواليد 1987، روى، لدى مثوله بين يدي القاضي، تفاصيل الحكاية من البداية قائلا "قمت بزيارة للمعرض الدولي بالصنوبر البحري في جوان 2006 الماضي علّني أجد عملا، ولما دخلت إلى الجناح المخصص لدولة إسبانيا إلتقيت بشخص يدعى سعيد له علاقات جيدة مع الإسبان والشركات العالمية، فعرض عليّ العمل معه لمدة 10 أيام مقابل أجر معين فقبلت العرض، خاصة أنني أتقن عدة لغات وطالب جامعي بكلية التسيير والاقتصاد السنة الثانية.. وهكذا انتهى الصالون الدولي وتقاضيت أجرتي، غير أن ما حدث بعدها -يقول باديس- إن المدعو سعيد اتصل بي وطلب مني أن أعمل معه في المكتب الذي سيفتحه رجال أعمال إسبان بالجزائر، ولأنني كنت أحلم بالسفر إلى الخارج وإكمال دراستي هناك لم أستطع رفض هذه الفرصة.. سيدي القاضي (يسكت قليلا ثم يستطرد قائلا) لم تسعني الدنيا من الفرحة آنذاك، ظننت أنني أصبحت رجل أعمال، ورحت أفكر في كراء شقة للبدء في المشروع، وفعلا اتصلت بزميلي فاتح فأقرضني مبلغ 7 ملايين سنتيم، وجدت إشهارا بإحدى الصحف عن محل للكراء لشهرين فهرعت للموثق من أجل الظفر به ومنحته ثمن الكراء ولم أمنحه شهادة ميلادي لأنني خفت من أن لا يكتب لي العقد وعمري لا يتعدى 19 سنة... وعندما فتحت المكتب حضر سعيد وطلب مني أن أنشر إعلانا بالجرائد من أجل البحث عن مضيفات ليمثلن الشركة الأجنبية بالجزائر، وتم ذلك حيث نشرنا الإعلان بثلاث صحف وطنية لفائدة شركة "باديس مورسي"، وفعلا استقبلنا العديد من الطلبات وقمت أنا بالاستجواب واختيار المضيفات.. هنا يقاطعه القاضي ليسأله: لقد طلبتم من كل فتاة 4 آلاف دينار، لماذا؟ وعلى أي أساس تقبلون المترشحات؟ يجيبه المتهم: هذا المبلغ كان مقابل شراء بدلات لهن وكان الاختيار على أساس الشهادات والمستوى. وفي آخر كلمة له عبر الشاب باديس عن أسفه وندمه، مؤكدا أنه وقع ضحية محتال، وقد خسر كثيرا بسبب القضية، لأنه يقبع بالسجن منذ 15 شهرا وفقد دراسته الجامعية وضاع مستقبله. إلهام بوثلجي