شنت مجموعة من الكنائس ومعها عديد من القساوسة في بريطانيا والسياسيين حملة أمس لمنع طرد عائلة جزائرية تقول أنها مسيحية، مهددة وزارة الهجرة بالتصدي بكل الوسائل لإجبارها على الغاء قرار الترحيل. وقد قررت الحكومة البريطانية طرد كل من زهير وحياة تيتوش وابنتيهما اليسيا، 7 سنوات، وأوليسيا، 6 سنوات، بسبب اقامتهم بطريقة غير شرعية في بريطانيا منذ ست سنوات، مؤكدة ان ترحيلها نحو الجزائر لا يشكل خطرا عليها. وتقيم عائلة تيتوش منذ تلك الفترة بحي ايلكلي المتواجد بضواحي مدينة برادفورد غرب انجلترا. وفور صدور القرار قام قس كنيسة "القديسين" بايكلي والراهب ديفيد جيمس من مطرانية مدينة برادفورد والنائب آن كراير من حزب العمال بترؤس لجان المساندة التي انضمت اليها منظمة العفو الدولية. وشرعت كنيسة "القديسين" بجمع التبرعات المالية لتمكين عائلة تيتوش من توكيل محام للدفاع عن طلب اللجوء السياسي في المملكة، كما وعدت السيدة كراير بطرح القضية أمام اعضاء البرلمان. وفي تبريرها لهذه الحملة، صورت كنيسة برادفورد عائلة تيتوش بأنها "عائلة مسيحية مضطهدة بسبب دينها وانتمائها الى منطقة القبائل". وزعمت الكنيسة أن زهير وتيتوش من انصار الحركة البربرية وانه كان يدافع عن تعليم اللغة الأمازيغية وتعميمها على المستوى الرسمي وهو شخص معارض للحكومة في الجزائر "المعادية لهذا المطلب". وادعت بأن زهير شارك في مسيرة من اجل الأمازيغية، مضيفة استناد الى اقواله انه "خضع للتعذيب في السجن مدة 23 يوما كما وتعرض لمحاولة اغتيال بعد خروجه منه". وقالت لجان المساندة ان عائلة تيتوش كانت من المتوافدين على كنيسة القديسيين وانها لجأت اليها خشية التعرض للقبض من قبل شرطة الهجرة في بريطانيا. كما اعتبرت بأن العائلة لم تحظ بتمثيل مناسب للدفاع عن طلب الحصول على اللجوء السياسي لدى دائرة الهجرة، لأنها لم تتمكن من تسديد أتعاب المحاماة ونفقات العدالة لاسيما وان قضيتها قد تمت إحالتها على محكمة الطعن. وقد قامت الكنائس التي انضم اليها نواب من حزب العمال والتيار المحافظ بتخصيص صندوق تضامن لمساعدة عائلة تيتوش في تسديد الأتعاب. وفي تصريحات للصحافة، قالت السيدة كراير أن الحكومة إن قرار طرد عائلة تيتوش "ترتكز على تقييم خاطئ وغير موضوعي"، معربة عن أملها في نجاح هذه الحملة، لأن كما تتدعي فهناك "العديد من المسيحيين مضطهدين في العديد من المناطق من العالم". أما القس جيمس فقال بأن الحكومة البريطانية "لم تأخد بعين الاعتبار المضايقات لتي يواجهها المسيحيون في بعض دول العالم لاسيما البلدان المسلمة"، مضيفا دون اية تفاصيل بأن "الشرطة الجزائرية لازالت تلاحقه". ويأتي مسعى الكنائس ومجموعات النفوذ للدفاع عن عائلة تيتوش في الوقت الذي يتعرض فيه عشرات الجزائريين المسلمين للطرد من بريطانيا، فضلا عن الذين يقبعون في السجون دون أن يلقوا ادنى مساندة من قبل الكنائس. ومعلوم أن اكبر الدعاة للتنصير في الجزائر هم قساوسة بريطانيين من بينهم القس جازون ماندريك المدعم من قبل الكنائس الإنجيلية الأمريكية المختصة في التنصير في الجزائر وشمال افريقيا والذي ألف مؤخرا كتابا دون فيه ما سماه وصايا للتنصير في الجزائر. كمال منصاري