يعالج المخرج الجنوب إفريقي كالو ماتابان في فيلم "مانديلا الأسطورة وأنا" مسيرة الراحل التي تميزت بعديد المواقف الإيجابية، لكن لم تخل من النقد الموجه لها على صعيد تعامل مانديلا مع قضية الحرية والميز العنصري والعدالة الاجتماعية التي لم يستفد منها السود اليوم. "مانديلا، الأسطورة وأنا"، وثائقي، قدمه كالو ماتابان أولّ أمس، بقاعة الموڤار، ضمن منافسة اليوم الثالث في فئة الأفلام الوثائقية التي تتنافس على جائزة "الأمياس الذهبي" لمهرجان الجزائر لأيام الفيلم الملتزم، بحيث انتقد سلبيات ميزت حياة مانديلا ونضاله ضد سياسة الأبارتايد. العمل سلط الضوء في 84 دقيقة، على رجل يعتبر رمزا للمساواة والحرية، أفنى حياته في النضال من أجل توحيد شعبه والقضاء على كل أشكال التمييز العنصري، وكذا تحول من سجين إلى رمز للسلام وسط أنظمة استبدادية. تطرق أيضا إلى عديد المحطات التي رافقت حياة مانديلا وسط جملة من الأسئلة التي طرحت حولها، سيما فيما يتعلق بتحقيق المساواة بين البيض والسود في جنوب إفريقيا. واعتمد كالو ماتابان على شهادات حية لشخصيات عرفت الراحل منها الكاتب النيجيري وول سوينكا الحائز على جائزة نوبل للآداب، إضافة لناشطين ضد الفصل العنصري وحقوق الإنسان، وشارك في الفيلم كذلك شخصيات سياسية أجنبية مثل كولن باول وزير الخارجية الأمريكي سابقا، هنري كيسنجر وغيرهم، وكلهم أجمعوا على عظمة هذا الرجل ونضاله في سبيل المساواة والحرية. إلا أنّ كالو لم يهمل الانتقادات التي وجهت للراحل مانديلا فأثارها بشكل سطحي، رغم أنّه تحفظ على بعض النقائص التي شابت سياسة هذا الأخير الذي ينبذ العيش تحت نظام الميز العنصري، وأراد كالو تمرير رسالة لكل الشعوب التي عاشت الظلم والاضطهاد تتضمن دعوة لاستخلاص العبر من الدرس الذي عاشته جنوب إفريقيا. من جهة أخرى، يحمل هذا الفيلم الوثائقي جملة من الذكريات التي يحملها المخرج عن هذا الرجل الأسطورة الذي تأثر به كثيرا، كما قدم ماتابان نظرته الخاصة لاختيارات هذا الزعيم التاريخي من خلال تطرقه إلى قيم التسامح والمصالحة والحرية وفي الوقت نفسه أبرز صورا حزينة للأطفال والشباب السود الذين يعيش معظمهم اليوم في عالم فقير وأحياء قصديرية، تلازمهم البطالة والتشردّ.