قضت أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، بإدانة الانتحاري الذي حاول اغتيال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في عملية باتنة، المسمّى "بلزرق الهواري" والمكنّى ب"أبو المقداد الوهراني"، ب 20 سنة سجنا غيابيا بسبب عدم وجود شهادة وفاة لدى هيئة المحكمة تثبت سقوط الدعوى العمومية عنه. * حيث يتابع بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية مسلّحة، إلى جانب متّهمين آخرين في حالة فرار أدينا بنفس الحكم، فيما تمّ تبرئة موقوفين اثنين في نفس المحاكمة. * بعد مضيّ حوالي 10 أشهر عن وفاة المتّهم "بلزرق الهواري" المكنّى "أبو المقداد الوهراني" في صفوف "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، في التفجير الانتحاري الذي استهدف موكب رئيس الجمهورية بباتنة في شهر سبتمبر من السنة الماضية، ورد اسمه في محاكمة أمس بمحكمة جنايات وهران، كمتّهم في قضيّة الانضمام في صفوف جماعة إرهابية مسلّحة تتكوّن من 5 أشخاص، ثلاثة منهم في حالة فرار، حيث أدين غيابيا ب 20 سنة سجنا نافذا وكان ذلك بعد أن ذكر قاضي الجلسة أنّه لا وجود بالملف لشهادة وفاة له تسقط عنه المتابعة القضائية، كما أدين كلّ من "غليس عدة"، و"ح.خالد" بنفس الحكم غيابيا. * للتذكير فإنّ الانتحاري "بلزرق الهواري" من مواليد 1987، يقيم بحيّ مديوني الشعبي، وهو نفس الحيّ الذي ورد في قرار الإحالة أنّه كانت تنشط به مجموعة من العناصر لتجنيد الشباب في صفوف "الجماعة السلفية" شرق البلاد، وقد نفّذ عملية انتحارية بحزام ناسف بباتنة خلّفت 22 قتيلا. أمّا عن المتّهمين الموقوفين اللذين برّأت هيئة المحكمة ساحتهما، فيتعلّق الأمر بالمسمّى "ع.ص" الذي ألقي عليه القبض متسلّلا عبر الحدود المغربية ومعه جواز السفر ومبلغ 51 ألف دج و160 أورو، بتاريخ 15 جانفي 2006، قال أنّه كان متوجّها نحو إسبانيا ومن ثمّ الى سوريا، في محاولته الثانية. * حيث طرد أوّل مرّة من مطار دمشق في نوفمبر 2005 بسبب عدم حيازته للمبلغ الكافي للإقامة هناك، مع الإشارة إلى أنّ أخاه متواجد بنفس البلد، بينما ورد في قرار الإحالة أنّ هذا الأخير يتواجد بالعراق وحاول تجنيده رفقة مجموعة من الشباب ضمن صفوف تنظيم "القاعدة" هناك، كما تمّ الإشارة حسب تحقيقات مصالح الأمن إلى أنّه كانت لديه إتصالات مع مجموعة مشبوهة بكلّ من تيارت ويتعلّق الامر بالمدعو عبد المجيد و"الروجي"، وكذا العاصمة وسيدي بلعباس، حيث إتصل بالمسمّى "إسلام"، وفي تلمسان أقام لمدّة شهرين بالإقامة الجامعية وإتصل بالمسمّى "رضا" بمغنية من اجل الحرڤة عبر الحدود. * وكان المدعو "فتحي.ه" يعمل على تجنيد الشباب للانضمام إلى الجماعات المسلّحة شرق البلاد، أمّا المتّهم الثاني "ب.أ" والذي سبق له وأن حكم عليه ب 5 سنوات سجنا نافذة في قضيّة إرهاب، فقد كان يلقي دروسا بعد صلاة المغرب بمصلّى "أبي ذر الغفاري" بحيّ مديوني باعتباره حاصل على شهادة ليسانس في الشريعة، وقال في تصريحاته أنّه قدم إليه كلّ من المتّهم الأوّل والمدعو فتحي لسؤاله عن دراسة القرآن في سوريا وعن تنظيم "الجماعة السلفية" شرق البلاد، إلاّ أنّه نفى أن تكون لديه أيّ معلومات عن ذلك، وورد في التحقيق أنّه بعد توجّه المتّهم الأول نحو تلمسان، إتصل به المدعو "فتحي" من باتنة لتجنيده في صفوف الجماعة المسلّحة بالشرق، إلاّ أنّه رفض، وألقي عليه القبض بعد ذلك في محلّه التجاري. * وقد نفا المتّهمان أن تكون لهما أيّ صلة بالجماعات المسلّحة أو لديهما الرغبة في الانضمام الى صفوفها سواء داخل البلاد أو خارجها، ليلتمس ممثّل النيابة العامّة تسليط عقوبة السجن النافذ مدّة 12 سنة لكليهما، فيما تمّ تبرئتهما، بعد أن تقدّم الدفاع بطلب الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.