* تنظر محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، الاثنين المقبل، في واحدة من قضايا الإرهاب التي انكشفت مجموعتها التي تقدر ب 8 أفراد، بعد التحريات التي قامت بها مصالح الأمن المشتركة والتحقيقات لتحديد هوية الانتحاري "الهواري بلزرق" الذي حاول اغتيال رئيس الجمهورية عند زيارته التفقدية لولاية باتنة، والتي قادت فيما بعد لاكتشاف عناصر الخلية التي كانت تنشط وتحضر في سرية تامة وتربط اتصالات بجماعات في وسط وشرق البلاد وتخطط للقيام بأعمال إجرامية واستقطاب منخرطين جدد أو منفذين لعمليات انتحارية، وقد وجهت لهم تهم الانخراط في جماعات إرهابية، تقديم الدعم اللوجستيكي لها والإشادة بالجرائم والتستر وعدم التبليغ عن العناصر المسلحة أو مموليهم وحيازة أسلحة نارية غير مرخصة. * هذا وتعود جذور القضية إلى نهاية السنة الفارطة من خلال التحقيقات التي قامت بها قوات الأمن حول تفاصيل حياة الانتحاري الهواري بلزرق المكنى أبو مقداد اليمني المنتمي إلى كتيبة الموت التابعة لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وكذا أهم اتصالاته في وهران والأماكن التي كان يلجأ إليها والمجموعة التي كانت ترافقه ويلتقي بها ومن بينهم الإرهابي سرير سفيان المكنى أبو حاتم، وتبين أن الانتحاري بلزرق الهواري الذي كان يقطن بحي مديوني بوهران، كانت له لقاءات مع هذه المجموعة من خلال التردد على أحد المصليات وسط المدينة في حي شعبي تقوم بتنشيط دروس جماعية ومواعظ وكذا توزيع مناشير ومطويات تدعو إلى الخروج على النظام وكذا القيام بعمليات انتحارية والعمل على استقطاب مجندين جدد للالتحاق بالجبل أو مجموعات تعمل على ممارسة التجارة وتمويل الجماعة في مختلف مناطق الوطن. وكانت الاتصالات جارية بين مجموعة الوسط وكذا تنظيم ما يسمى بالقاعدة في المغرب الإسلامي لتبادل المعلومات بين الغرب والشرق وكذا استقبال العناصر الإرهابية التي تنتقل إلى وهران. وسبق للانتحاري بلزرق التعامل مع الإرهابيين المطاردين وهم محكوكة محمد الأمين المكنى بمحمد المصري، أمالو سمير، جواد محمد صغير ومحمد حمادن خالد. وبعد تبادل المعلومات بين مصالح الأمن المشتركة واقتفاء تحركات العناصر الإرهابية وكذا تحديد هوية المخططين لمحاولة اغتيال رئيس الجمهورية بباتنة، تم توقيف صدوقي محمد في ديسمبر 2007 والمكنى أبو معاذ وهو في سفرية إلى شرق البلاد وبالضبط إلى جبال تبسة، حيث ينشط مع ما تبقى من عناصر التنظيم الإرهابي. وقد كشف لمصالح الأمن عن هوية الإرهابي حمدان الجيلالي أخو حمدان خالد، وقد أكد الموقوف أنه توبع فيما سبق بنفس التهمة سنة 2006 وأنه استفاد من العفو الرئاسي في إطار تدابير ميثاق المصالحة الوطنية وقد أبطلت الدعوى العمومية التي كانت موجهة ضده ليتم إطلاق سراحه بعد الاستماع إلى أقواله. وقد اعترف بالعلاقة التي كانت تربطه بالإرهابي أمالو سمير، حيث كانا يتواصلان من حين لآخر ومهمته كانت البحث عن شباب بغرض التجنيد أو القيام بعمليات انتحارية، وقد اتصلا بسرير سفيان المكنى أبو حاتم لتجنيده، بحكم أنه كانت له خبرة في العراق بعد تسلله من سوريا وكذا انتمائه إلى التيار السلفي الجهادي.