حتى التلاميذ يفرّون.../صورة من الأرشيف حالة طوارئ قصوى أعلنتها نهار أمس عشرات العائلات العنابية، عقب ورود معلومات مفادها إبحار 22 طفلا قاصرا باتجاه جزيرة سردينيا الايطالية. * خفر السواحل الايطاليين أودعوا الحراڤة الصغار في مركز للحجز * * وهو الخبر الذي حملته مكالمة هاتفية للطفل القاصر (ل.سفيان) الذي لا يتجاوز عمره ال14 سنة، واحد من بين 22 طفلا يزوالون دراستهم بالطورين الإكمالي والثانوي، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و18 سنة، سفيان وحسب مصادر عليمة اتصل بعائلته القاطنة ببلدية البوني (04) شمال شرق عاصمة الولاية عنابة، صبيحة نهار أمس يطلعهم من خلالها على أنه بلغ رفقة من معه الضفة الأخرى من المتوسط. * إذ أقلع المذكور آنفا ومن معه ليلة نهار أول أمس في حدود الساعة العاشرة ليلا انطلاقا من شاطئ سيبوس (جوانو سابقا)، على متن قاربين من صنع تقليدي، يحمل الأول 10 أشخاص، فيما حمل الثاني 12 فردا، وقد أبحر المعنيون لمدة حوالي 15 ساعة في عرض المياه البحرية، قبل أن يصلوا المياه الإقليمية الايطالية، أين سارعت مصالح خفر السواحل رفقة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، كون هذه القافلة تضم أشخاصا غير عاديين، على اعتبار أن جميعهم قصر، أين تم تحويلهم وفقا لإجراءات أمنية ومدنية خاصة جدا نحو مراكز الحجز، أين خضعوا لرعاية صحية ومعنوية فائقة، في حين تقع العائلات العنابية المعنية بشأن هؤلاء القصر في حيرة من أمرها، سيما وأنها المرة الأولى التي تسجل فيها قوافل الحراقة، مهاجرين سريين من هذا النوع وهذه الشريحة، التي بقيت لمدة طويلة غير معنية نوعا ما بشبح الهجرة غير الشرعية. * إذ ظلت لأزيد من عام كامل تلوكها ألسنة الأطفال والتلاميذ عبر المدارس دون أن يتجرأ أحدهم على المغامرة، باستثناء حالة واحدة سجلتها الولاية شهر فيفري من العام الجاري عندما ركب البحر ثلاثة أطفال ينحدر أحدهم من حي جبانة اليهود، تبلغ أعمارهم ال17 سنة، ووفقا للمصدر الذي أورد الخبر فإن قافلة القصر هذه ينحدر أغلب عناصرها من حي جوانو، ثاني أكبر محطة انطلاق حراڤة على مستوى الولاية، في حين ينحدر البقية من أحياء مختلفة من أرجاء ولاية عنابة وكذا بلدية البوني، وعقب هذه الرحلة يتداول الكثيرون بالشارع المحلي بعنابة، تساؤلا مفاده من * ساعد هؤلاء القصر على ركوب البحر؟ ما هي الجهة التي تقف وراء تنظيم هكذا رحلة وصفت بالخطيرة جدا؟، إذ من غير الممكن أن يكون في متناول مجموعة من القصر إمكانية توفير قاربي صيد وكميات من المازوت وغيرها من معدات ومستلزمات الحرڤة، سيما وأن الرحلة كانت ناجحة إلى أبعد الحدود. * وتجدر الإشارة إلى إن ظاهرة الحرڤة قد رجعت بقوة رهيبة خلال الأيام الأخيرة من شهر جوان المنصرم ومع بداية الشهر الجاري على مستوى ناحية شرق البلاد، بعد أن شهدت تراجعا ملحوظا في الأشهر الأولى من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، إلا إن عودتها القوية وبهذا الشكل خلال هذه الأيام بات يوحي بأن شباب عنابة والولايات المجاورة لم تعد تردعهم تلك الأخبار القادمة والروايات المؤلمة التي يتناقلها الحراڤة المرحلون، ولم تردعهم أيضا توابيت جثت الحراڤة المحمولة برا وجوا وبحرا، وذلك على خلاف الجهة الغربية للوطن التي تشهد حالة استقرار نوعي سيما عقب انتشال مصالح البحرية الجزائرية مؤخرا ل09 جثت حراڤة دفعة واحدة.