منعت الشرطة التونسية عشرات الرعايا الجزائريين من دخول الدولة الجارة بحجة أنهم ملتحون ويرتدون أقمصة "قندورة"، حيث أخذت منهم جوازات السفر وبقوا رهن الاحتجاز وأعيدت إليهم الجوازات لاحقا بعد أن أبلغوا باستحالة دخولهم الأراضي التونسية بموجب "قرار" من السلطات العليا للبلاد. وأفاد مسافرون جزائريون باتجاه تونس ل "الشروق" بأنهم تفاجاؤوا بسلوكات غريبة للشرطة التونسية في المعبر الحدودي بأم الطبول ليلة الثاثاء 17 فيفري كما تبينه صورة الختم في جواز السفر، حيث وبمجرد وصولهم ومرورهم من نقطة المراقبة التابعة للجزائر، حتى استقبلتهم الشرطة التونسية بعبارة "لقد جاءت داعش إنهم أصحاب الجلابيب"، حيث أكد عبد الرؤوف، وهو شاب ملتح، يقيم بالعاصمة، أن الشرطة الجزائرية أخبرتهم بمركز أم الطبول بأن دخول الملتحين الجزائريين إلى تونس صار صعبا، لكن، يضيف محدثنا، قررنا التوجه إلى مركز الأمن التونسي وهناك كانت المفاجأة، رغم أن الهدف من الزيارة كان علاجيا بمصحة العيون بالعاصمة تونس. وبحسب عبد الرؤوف، فإن الأمن التونسي أخذ جوازات السفر لمدة ساعتين دون أن يتم الرد علينا وقال: "حتى المرحاض حرمنا منه" وبعد مناوشات مع الشرطة أعيدت إلينا الجوازات، موضحا أن المنع من الدخول لم يكن بعد عملية التحقق من جوازات السفر في جهاز الكمبيوتر، ولكن بمجرد أن لمحوا أننا ملتحون وضعت جوازاتنا جانبا وبقينا في الانتظار، بينما يدخل البقية من غير الملتحين بشكل عادي. ويضيف، بعد أن عدنا أدراجنا، الشرطة الجزائرية ختمت الجوازات بعبارة "ألغي annulé " فوق عبارة خروج نظرا إلى عدم تمكننا من دخول تونس. وروى الشاب عبد الرؤوف قائلا: "كنا 4 جزائريين: 3 ملتحون والرابع صديق لنا، وهو صاحب السيارة، لم يكن ملتحيا". وأردف: "الشرطة التونسية لم تأخذ جواز صاحب السيارة وأبلغ بأنه يمكنه الدخول وحده إذا أراد لكنه رفض وتضامن معنا كوننا كنا معا في رحلة جماعية لأربعة أصدقاء". وأبلغنا الشبان الجزائريون أنهم قابلوا جزائريين آخرين ملتحين احتجزوا لمدة 12 ساعة دون أن يتمكنوا من الدخول وأعيدت إليهم الجوازات وعادوا أدراجهم، وتابع: "الأدهى أن الأمن التونسي طلب من الملتحين حلق اللحية إذا أرادوا الدخول إلى تونس وهو ما حدث مع أحدهم الذي قام بحلق اللحية في المركز الحدودي كونه كان مضطرا إلى دخول تونس". ويروي محدثنا، الذي كان رفقة 4 جزائريين عادوا أدراجهم، أنهم التقوا بشبان تونسيين بذات المركز ملتحين دخلوا الأراضي الجزائرية بشكل عادي، وتساءل: "تونس دولة مسلمة فلماذا تمنعنا من الدخول؟" وأضاف: "لدي تأشيرة دخول إلى بريطانيا ودخلت بها وأنا ملتح ولم يعترض طريقي أحد". وطالب الشبان الجزائريون وزارة الخارجية بالتدخل وإعادة الكرامة ورد الاعتبار للجزائريين الذين أهينوا على حدود دولة جارة، ومنعوا لأسباب عنصرية واهية من دخول تونس، مشيرا إلى أنه وزملاءه سيتوجهون إلى السفارة التونسية بالجزائر لطلب توضيحات حول هذه المعاملة السيئة بحقهم، وعلق قائلا: "أريد أن أقول لهم شيئا واحدا فقط... بعد الذي حدث لن أدخل تونس طيلة حياتي".