يجمع المختصون من رجال الأمن والقانون على أن المجرمين قد عمدوا إلى تطوير أساليبهم وتقنياتهم الإجرامية بشكل كبير، تماشيا مع التطورات الراهنة، حيث لم تعد الأساليب القديمة والبدائية تتناسب مع أنظمة البيوت وتطور العمارات الجارية، خاصة أن الجميع قد تفطنوا إليها، لذا يفضل اللصوص استخدام حيل وخطط جديد ك "الراش كلو"، "الكريك"، مفكات البراغي والآلات القاطعة للزجاج للوصول إلى مبتغاهم. استخدم "ب. ب"، في العشرينات من العمر، بطال، "راش كلو"، أي نازع المسامير، للسطو على شقة جاره بعد ذهابه لزيارة والدته، ليستولي على مبلغ مليوني سنتيم و100 غرام من المجوهرات تتجاوز قيمتها 80 مليون سنتيم، هذا ما اعترف به أمام القاضي.. أما المتهمون في قضية أخرى، البالغ عددهم 7 شباب، تتراوح أعمارهم ما بين العشرين والثلاثين عاما، فمعظمهم بطالون يقيمون في القبة، هاجموا 9 شقق وفيلات في نفس الحي الذي يقيمون فيه، فقد عمدوا إلى كسر القضبان الحديدية باستعمال رافع السيارات "كريك" و"راش كلو"، ليدخلوها ويستولوا على محتوياتها. في حين فضل "س. س" و"ب. ع"، في العشرينات من العمر، كسر شقة الضحية بمفك براغٍ استعاره من محل تجاري متواجد على مستوى حي الضحية السكني. من جهتها، أفادت الأستاذة زهية مختاري، محامية معتمدة لدى مجلس قضاء العاصمة، أن اللصوص قد طوروا نشاطهم الإجرامي بشكل كبير، خلال السنوات الأخيرة، حيث أصبحوا يعتمدون على الفيديوهات المصورة الموجودة عبر الأنترنت في الاطلاع على أحدث الأساليب والطرق في السطو عبر العالم وتطويرها بل والسعي إلى تطبيقها في الجزائر، وهو ما كشفه لها أحد الشباب أثناء دفاعها عنه. واستطردت الأستاذة مختاري أنها من خلال عملها وقفت على عزوف المجرمين عن استعمال الوسائل التقليدية في السرقات ككسر الباب أو الدخول من النافذة، مستبدلين إياها بأساليب حديثة كرفع الباب الخارجي باستعمال "الراش كلو" أو اقتناء الآلة القاطعة للزجاج وهي أداة جديدة تمكنهم من دخول البيت دون أن يتفطن إليهم أحد، حتى إن بعض اللصوص، على حد قول المحامية، يعملون على تعطيل كاميرات المراقبة والأجهزة الأمنية لتنفيذ جرائمهم.