أبلغ مواطن بالغ من العمر 69 عاما، قاطن بقرية أسول الواقعة بين بلديتي الولجة بوالبلوط وعين قشرة بسكيكدة، عشية الأحد، المصالح الأمنية بالمنطقة، بتعرضه لهجوم من قبل مجموعة إرهابية تتكون من نحو خمسة عناصر، كانت مدججة بالأسلحة الحربية، قدم عناصرها أنفسهم على أنهم ينتمون إلى "جبهة النصرة" الموالية للمنطقة السادسة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. أقدمت عناصر الجماعة على تكبيل صاحب المنزل تحت التهديد بالقتل، ليستولوا على مبالغ مالية ومؤن وأغذية، وكذا أفرشة وأغطية، قبل أن يلوذوا بالفرار، تحت جنح الظلام، نحو غابات وجبال المناطق القريبة من عين قشرة والولجة بالبلوط، وذكرت مصادر "الشروق"، أن مداهمة القرية من قبل عناصر الجماعات الإرهابية المتمركزة بإقليم غرب الولاية، في هذا التوقيت بالذات، يعد إشارة واضحة من طرف ذات الجماعات الإرهابية على بداية تنفيذ تهديداتها التي كانت قد وجهتها إلى السلطات عبر مناشير علقت على الجدران منذ نحو شهر تقريبا، إذ عاشت المناطق الحدودية الغربية لولاية سكيكدة مع جيجل، انطلاقا من التجمع السكاني بودوخة ببلدية عين قشرة غربي سكيكدة، وصولا إلى قرية الزان، توترا غير مسبوق، بفعل الملصقات والبيانات التي استيقظ عليها سكان المنطقة، والتي وزعت وعلقت ليلا على جدران محلات ومساكن المواطنين وكذا بمدخل المؤسسات التربوية والمساجد، من مصادر مجهولة، يرجّح أنها خلايا نائمة للجماعات الإرهابية، وتدعو هذه الملصقات إلى عدم المصالحة مع النظام مهددة بقطع العديد من الرؤوس، موجهة تحذيرات وتهديدات إلى بعض الأئمة وكل من شارك في المبادرة التي نظمتها المصالح المختصة مدنيا وعسكريا، بولاية سكيكدة منذ نحو شهر تقريبا، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية، التي كلفت بعض الأئمة بالتوجه إلى المنطقة لاسيما في نهاية الأسبوع، وصلاة الجمعة، للإشراف على دروس وخطب دينية تنبذ التطرف وتدعو إلى التعقل والهدوء والرزانة والاستجابة لنداءات المصالحة الوطنية، والابتعاد عما له علاقات بالعنف والأفعال الإرهابية. وجاءت المبادرة المذكورة على خلفية تقارير أمنية، مفادها أن الجماعات الإرهابية والخلايا النائمة التي لا تزال تنشط بالمنطقة، تتحرك وسط عدد من شباب المنطقة، وخاصة المراهقين منهم، لتحريضهم على الانضمام إلى الإرهاب، والدخول في معركة مع من سمتهم البيانات والملصقات الأخيرة ب "الطواغيت"، وتزايد القلق أوساط السلطات المدينة والعسكرية، من انتشار التطرف بالمنطقة، عقب التحاق أربعة شبان تتراوح أعمارهم ما بين ال17 وال23 سنة، بالجماعات الإرهابية منذ أشهر، بينهم تلميذ في السّنة الثانية ثانوي. وباشرت مصالح الأمن تحريات وتحقيقات حثيثة في مصدر هذه الملصقات والمطويات بينما تقوم وحدات الجيش الوطني الشعبي بعمل ميداني بغابات المنطقة من خلال القيام بحصار مكثف للإقليم، ومنع جميع التحركات من خلال إشراك عناصر من الدرك في مهمة مراقبة الحركة عبر الطرقات الرئيسية والفرعية، عبر كامل المناطق الحدودية لولاية سكيكدة مع الجارة جيجل.