انطلقت حملة جني الفلين بمختلف مناطق ولاية سكيكدة الغابية لهذه السنة وسط تخوفات أمنية من اعتداءات إرهابية محتملة قد تصدر بين الحين والآخر من تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، أحد أخطر التنظيمات الإرهابية النشطة بغرب ولاية سكيكدة هذا وتعد أكبر حقول الفلين بولاية سكيكدة من أهم معاقل تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال على غرار غابات مصيف القل كالزيتونة وأولاد اعطية وقنواع وبني زيد والولجة بوالبلوط بأقصى غرب ولاية سكيكدة، حيث مازالت التحركات الإرهابية تظهر بين الحين. فقد علم من مصادر أمنية متطابقة ببلدية عين قشرة أن مجموعة إرهابية متكونة من 3 إرهابيين مدججين بأسلحة أوتوماتيكية قد ظهرت بالوادي الذي يربط بين بودوخة وعين قشرة، مما زرع حالة من الرعب والهلع في أوساط السكان المحليين. وبين مافيا الفلين وأمراء الجماعة السلفية للدعوة والقتال بغرب ولاية سكيكدة، حكاية طويلة، فالمواطن البسيط بسكيكدة يتساءل كيف لمافيا الفلين أن تجوب غابات الولاية شرقا وغربا، شمالا وجنوبا دون خوف من الإرهابيين الذين يتواجدون بكثرة في هذه المناطق، ثم كيف لا يخافون من انفجارات القنابل التقليدية المزروعة بكثرة في العديد من غابات ولاية سكيكدة، إذن فالحكاية قد تكون فيها (إن). الجهات الأمنية لا تشك في أن هناك علاقة أو علاقات تربط مافيا الفلين بالجماعات الإرهابية، على أساس أن هناك مصلحة مشتركة بين الطرفين وهي المال، فمافيا الفلين يجنون الحقول البعيدة في اوساط الغابات الكثيفة والخطيرة دون أن يصيبهم أذى من قبل الجماعات الإرهابية، ولكن يتم ذلك بتقديم مقابل مادي كبير، قد يغني الجماعات الإرهابية لسنوات عديدة، وقد يوفر لها الدعم المادي الكافي دون اللجوء إلى عمليات المداهمة والسطو المسلح واللصوصية على السكان العزل. هذه مجرد فرضيات قد يطرحها المواطن البسيط، ولكن الأكيد أن قوة مشتركة للجيش الوطني الشعبي قد أطاحت بأحد رؤوس مافيا الفلين بغرب ولاية سكيكدة رفقة 3 إرهابيين آخرين أحدهما أمير للمنطقة السابعة من ولاية قسنطينة. الكمين المحكم نصبته وحدة للجيش الوطني الشعبي بمنطقة أولاد سليمان التابعة إقليميا إلى بلدية أم الطوب بعد حصولها على معلومات مؤكدة تفيد بتنقل مجموعة إرهابية متكونة من 3 عناصر ورابعهم وهو صاحب السيارة أحد كبار تجار الفلين بغرب ولاية سكيكدة. الكمين المحكم أسقط كل الرؤوس بمن فيهم تاجر الفلين، بعد هذه العملية التي حدثت في شهر رمضان ترسخ الاعتقاد بما لا يدعو إلى الشك أن هناك بالفعل ما يشبه التحالفات بين مافيا الفلين وأمراء في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال. هذا، وتتوقع المصالح الغابية لولاية سكيكدة جني قرابة 7820قنطارا من الفلين عبر 13بلدية من الولاية، تحتل فيها بلدية القل الصدارة. الكمية المتوقعة لهذا الموسم التي سيتم جنيها من مساحة قدرها 2683هكتارا عرفت انخفاضا طفيفا مقارنة بإنتاج السنة الماضية الذي فاق 8000قنطار. حسب المصالح الغابية فإن هذا الانخفاض يعود أساسا للعامل البشري والحرائق الغابية التي تأتي كل عام على مساحات هامة من ثروتها الغابية، إضافة إلى صعوبة مسالك بعض المناطق الجبلية. للإشارة، فإن كمية الفلين التي تم جنيها ما بين العام 1999و2008 بولاية سكيكدة بلغت 12000قنطار. جدير ذكره في الأخير أنه ومند بداية الحملة تم جني ما يربو على 500قنطار بكل من بلديات: أولاد أعطية، الزيتونة، قنواع وعين بوزيان غربي ولاية سكيكدة. في انتظار المزيد بمناطق مختلفة أخرى، غير أن هاجس التخوف من الاعتداءات الإرهابية مايزال قائما في ظل تحركات إرهابية مريبة في مناطق مختلفة بأقصى غرب ولاية سكيكدة.