اتهمت صحافية أمريكية في كتاب صدر هذا الأسبوع في الولاياتالمتحدة الرئيس جورج بوش بانتهاك اتفاقيات جنيف عبر ممارسته التعذيب في حربه على "الإرهاب"، وهو ما قد يعرضه للمحاكمة الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم حرب". * ومن بين كبار المسؤولين الأمريكيين الذين أوردت المؤلفة أسماءهم كمسؤولين عن هذه الانتهاكات نائب الرئيس ديك تشيني الذي أكدت المؤلفة أن اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر غيرته وبأنه قادر على الحصول على كل ما يريد من الرئيس بوش. * وتستند الكاتبة جاين ماير، في كتابها الذي يحمل عنوان "الوجه الخفي" في اتهاماتها لبوش إلى تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث شرحت فيه كيف تحولت الحرب على "الإرهاب" إلى حرب على المثل العليا للولايات المتحدة"، مشيرة إلى أنها المرة الأولى في تاريخها دربت الولاياتالمتحدة موظفيها على تعذيب سجنائها جاعلة من التعذيب قانونا..وبحسب الكتاب الذي نشرته أسبوعية "ذي نيويوركر"، فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعدت تقريرا بعد لقاء موظفيها 14 معتقلا من المتهمين ب "الإرهاب"، وسلمته في 2007 إلى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" التي رفعته بدورها إلى الرئيس بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. ويذكر الكتاب تحديدا حالة أبو زبيدة، أبرز قيادي في القاعدة الذي ألقت الولاياتالمتحدة القبض عليه ووصف الصليب الأحمر الأساليب التي أخضع لها هذا المتهم بأنها و"من دون أدنى شك أساليب تعذيب".. * وتؤكد المؤلفة أن الصليب الأحمر "حذر من أن هذا الانتهاك يشكل جريمة حرب تضع كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية في موضع يمكن فيه محاكمتهم بحسب مصادر مطلعة على التقرير".. ويشرح الكتاب أيضا كيف أن الإدارة الأمريكية اعتقلت سرا، ومن دون توجيه اتهامات إليهم، آلاف الأشخاص في معتقل غوانتانامو بكوبا وسجن أبو غريب في العراق وسجون أخرى في أفغانستان أو سواها من الدول، ومن بينها دول أوروبية، وكيف أن هؤلاء المعتقلين، وبعضهم أبرياء، تعرضوا للتعذيب ما أدى إلى خلق ما يشبه معسكرات الاعتقال في الاتحاد السوفياتي سابقا.ويتزامن نشر هذا الكتاب مع اتهام العضو الجمهوري السابق في مجلس النواب الأمريكي جون هوستيتلر الرئيس جورج بوش بأنه اتخذ قرار غزو العراق في عام 2003 بدافع الانتقام مما قيل إنه محاولة من الاستخبارات العراقية لاغتيال والده الرئيس السابق جورج بوش في الكويت في عام 1993. * وقال إن "الانتقام كان دافعا قويا" لقرار الغزو. وذكر هوستيتلر في كتاب أصدره مؤخرا بعنوان "الوطن لم يحصل على شيء: من استفاد من العراق" إن الغزو كان يهدف أيضا إلى مساعدة إسرائيل. وكتب هوستيتلر- الذي كان واحدا من بين ستة نواب جمهوريين عارضوا قرار التفويض باستخدام القوة ضد العراق في 2002: "لا يمكنني القول إن الإطاحة بصدام حسين. كان يمكن انجازها من خلال الضغوط الخاصة ... * لكنها مكرسة لقضية أخرى". وكتب الجمهوري المحافظ الذي كان عضوا في مجلس النواب لست دورات متتالية منذ عام 1995-2007 وعضوا في لجنة القوات المسلحة، إنه ألف كتابه لكي يقر المحافظون بان الغزو لم يكن منسجما مع مبادئ السياسة الخارجية للبلاد. وقال انه يعتقد أن بوش كان يريد الانتقام من محاولة اغتيال والده في العام 1993 التي كانت وراءها الاستخبارات العراقية. وأضاف: "الانتقام كان دافعا قويا". ويؤكد هوستيتلر في كتابه أن الذريعة المعلنة لغزو العراق، وهي امتلاكه أسلحة دمار شامل، كانت ضعيفة جدا وأن أمريكا كبلد لم تستفد من غزو واحتلال العراق..