مساءلة اكثر من 70 الف شخص بشبهة الإرهاب والإجرام والمخدرات * كثفت مصالح الشرطة بالعاصمة حملات التفتيش والمراقبة منذ تفجيري 11 ديسمبر الانتحاريين اللذين هزا أرقى حيين بالعاصمة كانا يصنفان ضمن "الأحياء الأكثر أمنا" ببن عكنون وحيدرة، وبلغت المداهمات التي قامت بها مختلف مصالح الشرطة في إطار مكافحة الجريمة بأشكالها منها الإرهاب أكثر من 5 آلاف حملة أمنية خلال السداسي الأول من السنة الجارية جندت لها مختلف مصالح أمن ولاية الجزائر الفرق المتنقلة للشرطة القضائية، فرق البحث والتحري ومصالح الأمن العمومي. * وتم خلال هذه الفترة "تمشيط" المناطق الحساسة والمقاهي الشعبية "المشبوهة" والأسواق العمومية ومحطات النقل، وامتدت المداهمات إلى الأحياء القصديرية وأسفرت عن إيداع 540 موقوف الحبس وضبط 241 شخص محل بحث، وسجلت أغلب المتابعات بدائرة أمن الحراش يليها أمن دائرة باب الواد في حين قامت مصالح أمن درارية بأكبر عدد من التوقيفات والتعريفات. * * الحراش تتصدر أحياء العاصمة في المتابعات القضائية * أفاد عرض لنشاط مصالح أمن ولاية الجزائر خلال السداسي الأول من السنة الجارية أعدته خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن ولاية الجزائر، أنه تم خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية تنظيم 4846 عملية على مستوى 13 أمن دائرة منها براقي، الحراش، بئر مراد رايس، باب الواد، الدارالبيضاء، بوزريع ، درارية، واستهدفت هذه الحملة 5318 نقطة "حساسة" موزعة على 798 مكان عام أسفرت عن مساءلة وتفتيش 10318 شخص مقابل 1052 حملة تفتيش ومراقبة بالأسواق العمومية، حيث خضع 12988 شخص للمساءلة والتفتيش، كما تم التأكد من هوية حوالي 12 ألف شخص، وقامت مصالح الشرطة بحوالي 763 حملة "تمشيط" لمحطات نقل المسافرين بمواقف الحافلات والسكك الحديدية في مداهمات فجائية في ساعات متفرقة، لكن اللافت في التقرير المتوفر لدى "الشروق اليومي"، أن الحملات الأمنية امتدت هذه المرة بشكل أوسع إلى المقاهي الشعبية المنتشرة في عدة أحياء بالعاصمة مست حوالي 891 مقهى خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية، وتم بموجبها تعريف ومساءلة 10973 شخص على خلفية أنه يتردد عليها مروجو المخدرات لعقد "الصفقات"، كما لا يستبعد أن تكون قبلة نشطاء الدعم والإسناد لترتيب الاعتداءات الإرهابية، حيث سبق لمصالح أمن البليدة توقيف إرهابيين نشطين بمقهى شعبي في وقت سابق. * * أفراد الشرطة أخضعوا أكثر من 70 ألف شخص مشبوه للتعريف بالعاصمة * ولاحظ مصدر أمني، أن تحركات مصالح الشرطة جاءت في الغالب بناء على معلومات وردت إلى مختلف المصالح في ظل تفعيل العمل الإستعلاماتي إضافة إلى اتصالات هاتفية وكذلك استنادا إلى شكاوى مواطنين، كما أخذت مصالح الأمن الرسائل الإلكترونية "الإيمايلات" بعين الاعتبار من خلال إجراء تحريات في مضمونها. * وتفيد الأرقام الواردة في التقرير، أنه تمت مساءلة حوالي 70265 شخص خلال السداسي الأول من السنة الجارية خضعوا لتحديد الهوية وتفتيش أغراضهم ووثائقهم ليتم تحويل حوالي 1357 شخص على العدالة منهم 44 قاصر، وأودع 540 موقوف الحبس وخضع 96 آخرين للرقابة القضائية، وتتوزع المتابعات على حمل السلاح المحظور الذي تورطت فيها امرأتان، وحيازة واستهلاك المخدرات والمؤثرات العقلية والإقامة غير الشرعية، حيث تم توقيف 107 مهاجر غير شرعي، لكن اللافت أن مصالح أمن ولاية الجزائر أوقفت 241 شخص كانوا محل بحث بأوامر قضائية وأمنية لتورطهم في جرائم مختلفة من بينهم 3 نساء و7 قصر تورطوا في قضايا مخدرات، إرهاب، قضايا فساد. * وكانت مصالح أمن ولاية الجزائر، قد تبنت مخططا أمنيا صارما منذ الاعتداءين الانتحاريين الأخيرين بالعاصمة بعد انتقادات يكون وجهها رئيس الجمهورية في لقاء مع كبار مسؤولي الأمن حول "التراخي الأمني"، وكان وزير الداخلية قد أشار بدوره إلى تنامي الجريمة في المجتمع ودعا أجهزة الأمن للتنسيق لمواجهة مخلفات الإرهاب، وعززت مصالح الشرطة تواجد عناصرها من خلال تجنيد أكبر عدد من الدوريات المتنقلة في الأحياء والنقاط المشبوهة، وتشير تحاليل أمنية على أن هذه الحملات "وقائية" من الإجرام بأشكاله أكثر منها قمعية.