قامت مصالح الشرطة القضائية التابعة لأمن دائرة براقيجنوب العاصمة، أمس، بحملة أمنية واسعة في المنطقة التي تمتد من الكاليتوس إلى غاية سيدي موسى، حيث خضعت أغلب المركبات، خاصة حافلات النقل الجماعي لعملية تفتيش دقيقة، كما تم تحويل المشتبه فيهم إلى مراكز الشرطة للتحقق من هوياتهم، ورافقت ذلك عملية مداهمة لبعض الأحياء، حسب ما عاينته "الشروق". مع تكثيف نقاط المراقبة والتفتيش بالمداخل المؤدية إلى المنطقة، والدوريات المتنقلة، إضافة إلى إنتشار أفراد الشرطة بالعديد من الأماكن العمومية، حيث سجل إنتشارهم في مواقف الحافلات والأسواق، وعلمنا أنه تم تجنيد جميع المصالح، من ذلك أفراد بالزي المدني. وأدرج مصدر أمني، هذه الحملة ضمن النشاطات العادية التي تقوم بها مصالح الشرطة، وتندرج في إطار سلسلة المداهمات المنتظمة التي تقوم بها مختلف دوائر أمن ولاية الجزائر لمكافحة وتطويق الجريمة، لكن الإنتشار اللافت لأفراد الشرطة، برأي مراقبين، يهدف لإحباط أي مخطط إرهابي قبل أيام قليلة من إنتخاب الجزائريين، خاصة بعد توقيف إرهابيين متورطين في تفجير ثكنة. ولا يستبعد متابعون للملف الأمني، تفعيل الشبكات النائمة لتنفيذ عمليات إرهابية إستعراضية، يخطط لها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، بحثا عن الصدى الإعلامي، خاصة وأنه من تقاليد التنظيمات الإرهابية، تنفيذ إعتداءات في المناسبات الإنتخابية، كما ستحاول قيادة تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، لتنفيذ عمليات لتدارك موجة التوبة والخسائر التي تكبدتها بعد توقيف أبرز نشطائها والقضاء على آخرين في عمليات أعقبت تفجيرات 11 أفريل، وما رافقها من أزمة داخلية، يسعى درودكال أمير التنظيم لتجاوزها مجددا من خلال عمليات نوعية تحول الرأي العام عن التفجيرات الإنتحارية الأخيرة. وقد يستغل فرصة الإنتخابات لتحقيق هذه الأهداف خاصة أن هذه المناسبات تشكل "إمتحانا" للتنظيمات الإرهابية، مما دفع مصالح الأمن لوضع مخطط أمني هام، خاصة على مستوى العاصمة، التي تبقى هدف الجماعات الإرهابية، إنطلق العمل به السبت الماضي، وسيمتد لأيام بعد التشريعيات والإعلان عن النتائج، حسب محافظ الشرطة خاوة سمير، رئيس خلية الإتصال بأمن ولاية الجزائر، الذي كشف في تصريح ل"الشروق"، أنه تم تجنيد كافة المصالح النشطة التابعة لأمن ولاية الجزائر، ما يعادل 15 ألف موظف شرطة من مختلف الرتب والمصالح، لتأمين العمليات الإنتخابية، منها مكاتب الإقتراع، الطرقات، والأسواق وجميع المداخل المؤدية للعاصمة وتم تطويق منافذها بحواجز أمنية ثابتة ودوريات متنقلة مع تكثيف التفتيش والمراقبة والمداهمات، وأضاف مسؤول الإتصال بأمن العاصمة، أنه تم التركيز في المخطط على العمل الميداني، وتم تجنيد موظفي الشرطة من مختلف المصالح في هذا المخطط، "وعمل هؤلاء يشمل مكافحة الجريمة بأشكالها، من الجريمة البسيطة إلى الإرهاب"، واعتبر الإجراءات الأمنية التي وضعتها مصالح أمن ولاية الجزائر تبقى وقائية من أي عمل إجرامي في مناسبة خاصة. نائلة. ب