تصوير أحميدة.غ لفظ ليلة أول أمس شاب في 25 من العمر أنفاسه الأخيرة وجرح اثنان آخران في مشادات مأساوية بالأسلحة البيضاء اندلعت منذ 5 أيام بالقرية الفلاحية بزرالدة، أبطالها جماعة من الشباب، تسللوا إلى حي 1000 مسكن، وحوّلوا الحي إلى حلبة دموية مذكرة المواطنين بحروب العصر الجاهلي التي تستعمل فيها كل الوسائل. * حسب شهود عيان، فإن المشادات نشبت منذ 5 أيام بين شباب القرية الفلاحية وشباب حي 1000 مسكن الذين كانوا يقيمون بالحي الفوضوي بباب الواد، لأسباب شخصية تتعلق بتصفية الحسابات، وفي كل مرة تحسم الأمور في ساعة متأخرة من الليل على مدار أربعة أيام كاملة، لكن الأمور أخذت منعرجا آخر ليلة أول أمس، إذ راح المواطنون يصفون حلبة الصراع وكأنها أحد شوارع غزة بفلسطين، اندلعت المشادات في حدود الساعة العاشرة ليلا، حيث تسلل الشبان "الناقمون" على حي 1000 مسكن حاملين معهم خناجر وسكاكين وقارورات المولوتوف، حيث حاصروا أغلب عمارات حي 1000 مسكن، وكان أول من تصدى للجماعة -حسب رواية والد الضحية الشاب المدعو "ش. س" صاحب 25 ربيعا، الذي كان يقوم بحراسة حظيرة السيارات، حيث طعن من قبل أحد الشباب على مستوى البطن، لفظ أنفاسه قبل أن يتم نقله إلى مستشفى زرالدة، في حين أصيب شقيقاه بجروح متفاوتة الخطورة على إثر تدخلهم لنجدة أخيهم. واستمر الشجار بقارورات المولوتوف، أمام صراخ وصيحات النساء والأطفال إلى غاية منتصف الليل. * وقال المواطنون الذين حضروا تشييع جنازة الشاب "س" أن هذا الأخير معروف بخصاله الحسنة، ولم يسبق له وأن تشاجر مع أي شخص آخر، وهي نفس الشهادة التي قدمتها الوالدة التي وجدناها تنادي بأعلى صوتها وتذرف دموعا على فلذة كبدها قائلة "قتلوه وليدي وعلاش وليدي خاطيه أوليدي...". * في السياق نفسه، صرح المواطنون هناك أن السبب الرئيسي وراء هذه الحادثة الغياب التام لمصالح الأمن والشرطة، حيث يعيش سكان القرية الفلاحية معزولين عن العاصمة، وفي كل مرة تحدث مشادات يتأخر وصول أعوان الأمن إلى حين حدوث مجازر أو ضحايا، وهو ما حدث الأسبوع الماضي بنفس المنطقة اذ توفي شاب آخر، وقالوا إن الوضع سيستمر، إذا لم تجند المنطقة بأعوان الأمن لا سيما وأن الأمر يتعلق بتصفية حسابات بين أبناء قوم واحد. * وحسب مصادرنا، فإن عناصر مكافحة الشغب التي التحقت فيما بعد بمسرح الحادثة، قاموا بإلقاء القبض على 4 شبان ممن تسببوا في المناوشات، في حين أن القاتل ما يزال فارا.