دبت، الأسبوع الفارط، حالة من القلق والخوف بين موالي ولاية البيض وبخاصة مربي الأبقار، بعد شيوع خبر انتشار الحمى القلاعية، حيث كشفت مصادر "الشروق"، عن تسجيل 5 بؤر بعدد من البلديات: كبوقطب، الأبيض سيد الشيخ، الكاف لحمر الرقاصة، أين ظهرت أعراض المرض، فيما يتم التكتم على عدد الرؤوس المصابة بالرغم من معاينة مصالح البيطرة لذات البؤر خلال الأيام القليلة الماضية. وفي انتظار نتائج التحاليل المخبرية للتأكد من عدد الإصابات، قامت المصالح البيطرية لولاية البيض بإجراءات احترازية لمحاصرة البؤر المصابة، وتكثيف الخرجات الميدانية لمعاينة رؤوس الأبقار والماشية، علما أن العدد الكبير للماشية يتطلب في الوقت الراهن تجنيد الخواص بغرض التدخل الوقائي، حيث يقارب عدد رؤوس الماشية بولاية البيض مليوني رأس وحوالي 30 ألف رأس من الأبقار. كما تسود هذه الأيام حالة غير مسبوقة من الهلع والفزع وسط شريحة كبيرة من الموالين ومربي الأبقار بولاية تيسمسيلت، في أعقاب ظهور وباء الحمى القلاعية بكل من منطقتي سيدي عبدون، ووادي شاغلو بإقليم مدينتي سيدي بوتشنت وثنية الحد على التوالي. وكشفت مصادر محلية، أنه تم تسجيل 4 حالات جديدة بهذا الداء، يعود مصدرها إلى إصابة بقرة يكون قد اشتراها أحد المربين قبل أيام قلائل من إحدى ولايات الشرق الجزائري، وعلى الرغم من إتلاف الرؤوس الموبوءة ودفنها، إلا أن هذا الإجراء لم تهدأ له نفوس المربّين الذين أطلقوا صرخات استغاثة باتجاه المصالح البيطرية لمطالبتها بالإسراع في تطويق انتشار المرض خوفا من انتقال عدواه إلى قطعانهم عن طريق تعميم عملية التلقيح عبر أرجاء الولاية، ويأتي هذا التخوّف في ظل رواج الأخبار القائلة بأن هناك عددا من الأبقار المصابة بالداء على مستوى إقليم البلديتين المذكورتين المشهود لهما بارتفاع نشاط تربية الأبقار، لم يتم التخلّص منها ولم يتّخذ في حقّها إجراء الحجز؛ وهي ما تزال اليوم ترعى وسط القطعان، وأوضحت المصادر ذاتها أن "كابوس" هذا الوباء أعاد من جديد قضية اللقاحات المضادة له التي اتّسمت عملية توزيعها السنة المنقضية التي عرفت فيها الجزائر انتشارا كبيرا لداء الحمى القلاعية بالكثير من العشوائية والمحسوبية، وكذا التماطل في تزويد المربّين بجرعات اللقاح، ما ساهم في اتساع بؤرته، وهي مجمل الاختلالات التي تثير اليوم مخاوف المربّين بعاصمة الونشريس، الذين دعوا المصالح المعنية إلى التفعيل الصارم والتنظيم الحازم لمراقبة الوضع الصحّي لقطعان البقر في الميدان.