قال وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة إن جيش بلاده لن يشارك في أي معارك قتالية خارج التراب الوطني، وأضاف أن الجزائر تتبنى دائماً الحلول السلمية والحوار في الأزمات الداخلية، وأكد لعمامرة في رده على أسئلة "الشروق" أن الجزائر على تواصل دائم مع الفرقاء الليبيين من أجل التوصل إلى حل سلمي وتوافقي.. تنعقد القمة العربية في ظل ظروف صعبة واستثنائية.. فماذا عن مشاركة الجزائر في هذه القمة؟ بطبيعة الحال، تابعنا باهتمام كبير وأيدنا جهود الأممالمتحدة التي توصلت إلى وضع آليات لهذا الحل واستبشرنا كلنا خيرا، إلا أن تدهور الأوضاع في الفترة الأخيرة واتساع رقعة المواجهة المسلحة تسببت بقلق وانشغال كبير ونحن دائماً وابداً نعتقد أنه لا بديل عن الحوار، فالحل السلمي مطلوب وهو الوحيد الكفيل بلم الشمل وفتح آفاق جديدة في ظل الديمقراطية والمصالحة والوئام والحوار لكافة الفرقاء اليمنيين مع جعلهم في صف واحد في مواجهة الإرهاب.
هل يُفهم من ذلك أن الجزائر تحفظت على الضربات العسكرية في اليمن؟ لم نتحفظ، ولكن هناك موقفا عربيا صدر من وزراء الخارجية العرب ومن ثم القمة العربية وستكون الجزائر طرفا في هذا البيان، ونحن نؤمن بالحلول السلمية ومتطلبات الأمن القومي العربي وكذلك الشرعية الدستورية في اليمن، كما نؤمن بضرورة الحوار لتجاوز كافة الصعوبات على أساس الحل الدّائم لقضايا داخلية يتأتي بتضافر جهود الجميع والقدرة على الاحتكام إلى رأي الشعب والديمقراطية وإلى أرضية مشتركة لكافة الفعاليات اليمنية.
هل يعنى عدم التحفظ، امكانية مشاركة الجزائر في الضربة العسكرية اليمنية؟ بالطبع لا، لن تشارك الجزائر في الضربة العسكرية الموجهة إلى اليمن. إذن يعد هذا الموقف تحفظاً على الضربات العسكرية هناك؟ الجزائر دائما تتبنى موقفا، وهو أن جيشها لا يحارب خارج الحدود الوطنية إلا دفاعاً عن وطنه، كما أن الجزائر تغلبت على التطرف والإرهاب في إطار ترابها الوطني مستخدمة وسائلها الوطنية جيشا وشعبا. وماذا عن موقف الجزائر من القوة العربية المشتركة؟ نحن نؤمن بهكذا أفكار تتجه نحو دعم العمل العربي المشترك لخدمة الأمن القومي العربي وفي نفس الوقت نعتقد أننا لا بد أن نستفيد من تجربة غيرنا. وفيما يخص الجزائر، وبالتالي لابد من التركيز على الأمن والاستقرار وتنظيم البيت في كل البلدان العربية، ولابد من تكثيف الجهود الرامية لتحقيق حلول سلمية للمشاكل القائمة، أما إذا تعذرت كل هذه الوسائل عن المساعدة في الحل فلابد من التفكير في استغلال كل ما لدينا من الوسائل في إطار ما يسمح به ميثاق الجامعة العربية وميثاق منظمة الأممالمتحدة، فهناك قوات لحفظ السلام وهناك إنشائية من الدول التي تسمح دساتيرها بذلك من العمل في هذا الإطار، أما فيما يتعلق بالجزائر فواضح أن الجزائر لا تسمح لقواتها من الجيش بالخروج من التراب الوطني.. قد يكون للجزائر مساهمات لوجيستية وتكوينية وغير ذلك، ولكن لن تشارك الجزائر بوحدات قتالية خارج حدود بلادنا.