كشفت مصادر متابعة للشأن الليبي، في تصريحات ل "الشروق"، أن التنظيم الإرهابي المسمى "تنظيم الدولة الإسلامية داعش" الذي يتزعمه المدعو "أبو بكر البغدادي"، عبر فرعه في ليبيا، يقيم معسكرات سرية خاصة لتدريب الأطفال على القتال، وأشارت المصادر إلى أن أغلب المتواجدين في المعسكرات السرية أطفال أفارقة أعمارهم بين 12و15 سنة. وأكدت المصادر أن هؤلاء تم جلبهم من دول افريقية بالاستعانة بتنظيم "بوكو حرام" الذي أعلن بيعته لأبي بكر البغدادي قبل أيام، خاصة من نيجيريا وغانا ومالي والنيجر، إضافة الى أطفال ليبيين وآخرين عائدين من سوريا ومصر. ويتم في هذه المعسكرات حسب ما تسرب من معلومات، تدريب الأطفال على فنون القتال المتنوعة، وعمليات غسيل مخ بتشبيعهم بالأفكار الجهادية ورفض الآخر، وغرس الطائفية لديهم، وغيرها من التعاليم التي تجعل هؤلاء يقدمون على تنفيذ عمليات انتحارية أو انغماسية عندما يطلب منهم ذلك بعد سنوات قليلة . وكشفت ذات المصادر ان التنظيم الإرهابي "داعش" يستثمر في الرعايا الافارقة، عن طريق إغرائهم بالأموال والدخول في الإسلام ثم التجنيد كمقاتلين في صفوف التنظيم حيث اشار موقع تويتر التابعة لولاية سرت في ما يسمى بتنظيم الدولة أن 17 من نيجيريا وغانا اعتنقوا الإسلام وأصبحوا جنودا في التنظيم الإرهابي. ويقول الخبير الأمني أحمد ميزاب، المتابع للأوضاع في ليبيا وتحركات الجماعات المسلحة في شمال إفريقيا، ان استغلال "داعش" للأطفال ليس جديدا، بل يندرج ضمن خطة العمل التي يعتمدها التنظيم، على غرار ما حدث في سوريا والعراق، لتشكيل جيش قوي ومنظم للمستقبل القريب، وعناصره مدربة بشكل جيد ومشبعة بالكراهية، ومستعدة لارتكاب عمليات نوعية أبشع من تلك التي يقوم التنظيم حاليا، وأردف أن هناك أكثر من حركة تمرد في افريقيا يستغلها التنظيم ليس فقط بوكو حرام، تستثمر الفراغ في الدولة الليبية حاليا لترتيب صفوفه ليكون قوة فاعلة في المنطقة. وتبين هذه الحالة حسب الخبير أن التنظيم يخطط لما بعد ليبيا، وهو ما يتطلب التحرك الجاد والفعلي من المجتمع الدولي ودول الجوار، مؤكدا أن الخريطة في ليبيا تتغير بشكل متسارع فقبل اقل من عام كان الصراع حول الشرعية بين فجر ليبيا وجماعة الكرامة، إلى أن أصبح تنظيم الدولة لاعبا أساسيا في الخريطة الليبية. ويرى المتحدث أن الحلول تتمثل في حتمية ايجاد مخرج للازمة الليبية بمساعدة الجوار، لأن الشعب الليبي الآن تحت رحمة داعش والسلاح الليبي انتشر لديهم، مما يتطلب الضغط على طرفي الصراع الأساسيين تقديم مزيد من التنازلات لإيجاد حل مرضي يمكن ليبيا من الخروج إلى بر الأمان، لأن كرة النار الحالية تحرق طرفي النزاع بالدرجة الأولى إن لم يتنازلا عن بعض الشروط لاستحداث حكومة وطنية تعمل على محاربة الإرهاب بمساعدة دول الجوار.