أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف اختصارا باسم "داعش"، تبنيه للعملية الهجومية التي استهدفت صبيحة أمس مبنى السفارة الجزائرية بالعاصمة الليبية طرابلس. وأوضح التنظيم الإرهابي في صور بثتها قناة تابعة له أن "المجاهدين استهدفوا مقر السفارة الجزائرية بسيارة مفخخة وقذائف". وزعم متحدث باسم التنظيم "الهجوم على مقر الهيئة الديبلوماسية الجزائرية في طرابلس، أنه بمثابة الرد على استهداف مقاتلينا"، في إشارة واضحة لتمكن وحدة من القوات الخاصة بالتنسيق مع قوات الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لبومرداس، مؤخرا، من القضاء على أمير "جند الخلافة" الموالي لداعش، عبد المالك قوري المكنى خالد أبو سليمان وذراعه الأيمن، طرفي رابح وإرهابي ثالث بمدينة يسر، 15 كلم شرق ولاية بومرداس. وذكرت القناة التابعة للتنظيم المتشدد التي بثت صورة لما قالت إنه الهجوم الذي استهدف مقر السفارة في العاصمة طرابلس، الخاضعة لسيطرة جماعة "فجر ليبيا" التي يصنفها برلمان طبرق بأنها إرهابية، أنّ "الهجمات ستتوالى على الأعداء" دون تحديد الأهداف التي يريد التنظيم الارهابي استهدافها بدقة. وقال مصدر أمني ليبي في تصريح له أمس إنه تم نقل الشرطيين المصابين إلى إحدى مستشفيات المدينة وأن إصابتهما ما بين بسيطة ومتوسطة. وأضاف المصدر أن قوات الأمن انتشرت بمحيط السفارة وبلغت الجهات المختصة بالحادث. وتزامن تبني الانفجارات بالقرب من موقع حراسة أمام السفارة الجزائرية، مع إصدار زعيم "تنظيم الدولة"، أبوبكر البغدادي، بيانا طالب فيه أنصاره بالتوجه إلى ليبيا لقتال الحكومة. ووجه البغدادي، في بيان نشر على مواقع تابعة لداعش، دعوته للمتشددين في "إفريقيا القريبين من ليبيا، خاصة أهل تونس والمغرب"، ودعاهم إلى "الهجرة إلى الدولة الإسلامية في ليبيا". كما دعا زعيم داعش، الذي يسيطر على مناطق واسعة من العراق وسوريا، أنصاره إلى "بناء مدارس لتدريب المجاهدين لتنتج لكم جيشا يزداد كثرة، ويستقبل أهل المغرب وتونس ومصر". يشار إلى أن عدة تقارير أكدت انتشار تنظيم الدولة في المناطق الليبية الخاضعة لسيطرة التنظيمات المتشددة على غرار فجر ليبيا وأنصار الشريعة، والتي تخوض مواجهات مع القوات الحكومية. وتلقت مصالح الأمن في الجزائر مؤخرا تحذيرا من مصدر موثوق يؤكد قرب استهداف "داعش" لمصالح الجزائر ودول غربية في دول إفريقية، بينها ليبيا ومالي عن طريق عمليات تفجير انتحارية واستهداف لمصالح حيوية. وعلى الفور اتخذت الخارجية الجزائرية بالتنسيق مع وزارة الدفاع الوطني إجراءات مستعجلة، حيث نقلت قبل أيام عناصر أمن إضافيين من فرقة تدخل أمنية عسكرية خاصة، إلى مالي وموريتانيا والنيجر بوركينافاسو ودول إفريقية أخرى، ضمن خطة لتعزيز إجراءات الأمن في البعثات الدبلوماسية في عدة دول إفريقية، ويتواجد العناصر ذوو الكفاءة القتالية العالية، والمدربون على مواجهة عمليات الخطف في سفارات الجزائر في إفريقيا منذ اختطاف الدبلوماسيين الجزائريينبمالي وما أعقبها من إجلاء للسفير وعناصر البعثة الدبلوماسية بسفارة الجزائر في ليبيا العام الماضي. وجاء الإجراء الأخير في أعقاب تحذير تلقته الجزائر مفاده أن التنظيمات الجهادية والمتشددة خططت قبل عدة أشهر لاستهداف سفارات دول إفريقية وغربية ومقرات رسمية في الدول المشاركة في التحالف المناهض للحركات الجهادية. وتتعامل أجهزة الأمن الجزائرية مع هذا التحذير بكل جدية بسبب تجربتها المريرة مع عملية خطف الدبلوماسيين، وتم اتخاذ إجراءات أمن مشددة في محيط عدة سفارات وقنصليات جزائرية، خاصة في العاصمة المالية باماكو.