استدعت وزارة الخارجية التونسية الخميس القائم بأعمال سفارة الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، وذلك غداة اختراق مقاتلة ليبية المجال الجوي التونسي، حسبما افاد مصدر بالوزارة وكالة فرانس برس. والاربعاء اعترضت مقاتلة تونسية طائرة عسكرية ليبية توغلت بعمق أربعة كلم في المجال الجوي التونسي وأجبرتها على العودة أدراجها الى ليبيا، بحسب وزارة الدفاع التونسية. والخميس قال الطيب البكوش في مؤتمر صحافي "هذه الطائرة هي طائرة عسكرية (من طراز) ميغ 23 تنتمي الى جيش الجنرال (خليفة) حفتر في الشرق (الليبي) آتية للقتال ضد (قوات) فجر ليبيا على حدودنا". وخليفة حفتر هو قائد القوات الليبية الموالية للحكومة التي تتخذ من طبرق (شرق) مقرا، والمعترف بها دوليا. وأضاف الوزير التونسي ان الطائرة "لم تدخل تونس عمدا ولا بنية أي عدوان، وإنما عندما تقوم بعمل وتريد ان ترجع تحتاج إلى دائرة فضاء يمرّ، بحكم القرب، من التراب التونسي ولم تبق الا ثواني". وتابع "صعدت لها طائرة تونسية (من طراز) إف 5 بنيّة التصدي، ولكن لم تأت لعدوان". وأفاد وزير الخارجية التونسي "كلفت كاتب (وزير) الدولة للشؤون العربية بدعوة القائم بالأعمال لحكومة الشرق (في السفارة الليبية بتونس) الى مقر الوزارة ليلفت انتباهه الى اننا نرفض مثل هذه الاعمال". وأضاف "نحن أولا ضد هذا الاقتتال (الدائر في ليبيا)، ونرفض ان يقع استعمال فضائنا الجوي في هذا المجال (الاقتتال)". وتشهد ليبيا منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011 فوضى وانتشارا للسلاح والمليشيات ويتنازع السلطة فيها حكومة وبرلمان في طبرق شرق ليبيا معترف بهما من المجتمع الدولي، وحكومة وبرلمان آخران في طرابلس. ويتولى حكم ليبيا الغارقة في الفوضى وتسيطر عليها الميليشيات، برلمانان وحكومتان متنافستان. الاولى قريبة من تحالف ميليشيات فجر ليبيا الذي يسيطر على العاصمة طرابلس، والثانية تعترف بها المجموعة الدولية وتتخذ من طبرق (شرق) مقرا. والاسبوع الماضي أدى خليفة حفتر اليمين قائدا عاما للجيش الليبي بعد ان منحه البرلمان المعترف به دوليا رتبة اضافية ورقاه الى فريق اول.