المخرج محمد بوكردان كشف المنتج محمد بوكردان لدى زيارته ل "الشروق" أن شركته "تيبازة للسمعي البصري" بصدد التحضير لإنتاج فيلم عن الرايس حميدو موجه للأطفال. الفيلم من نوع الرسوم المتحركة وهو الإنتاج الذي تخصص فيه محمد بوكران، وقد سبق أن أنتج فيلما مماثلا "لونجا" عن الأسطورة التي تروى في منطقة القبائل باللهجة القبائلية هو الأول من نوعه في تاريخ السينما الجزائرية. * وقد فاز الفيلم بجائزة الامتياز في مهرجان أسني نوارغو بأغادير المغربية مؤخرا وهو الآن بصدد الإعداد لتسويق هذا الفيلم عريبا ومغاربيا وربما حتى أروبيا، ولهذا الغرض يقول بوكردان: "إن فريقا من الخبراء بصدد الاشتغال على هذا الإنتاج لإنجاز الدبلجة وتصحيح بعض الأخطاء حتى يصبح جاهزا للتسويق خلال الأشهر القادمة، وهذا بعد التشجيع الذي لقيته في مهرجان الفكر بالمغرب". * من جهة أخرى، كشف بوكردان أن العمل المعد حول الرايس حميدو هو في الرتوشات الأخيرة بنسبة 60 بالمائة بعد أن تم تخصيص فريق خبراء للبحث وتمحيص المادة التاريخية القادمة في أغلبها من أروبا لأن الدراسات الجزائرية قليلة جدا في هذا المجال، وقد استعان بممثلين محترفين لدبلجة الأفلام من القبائلية إلى العربية أمثال فريدة كريم وفورا وآخرين، وقد أوضح المتحدث انه يتعمد دائما إنتاج أعماله باللهجات المحلية للأبطال الذين يتحدث عنهم لتكريس الأبعاد الثقافية والتراث الحضاري الجزائري بشقيه المادي وغير المادي مع ترجمة ودبلجة الأعمال إلى اللغات الأخرى لإيصال الثقافة الجزائرية للضفة الأخرى. وفي هذا الإطار، كشف المتحدث أن فيلم "لونجا" سيسوّق قريبا في الخليج العربي وأروبا بعد الانتهاء من بعض التعديلات التقنية وإدخال الإنجليزية على الدبلجة قد تسوق الإنتاج عالميا. * وقد دعا بوكردان أثناء حديثه القائمين على قطاع السينما عندنا إلى تقديم المزيد من الدعم لمثل هذه الأعمال التي تطلب تقنية إنجاز ومؤثرات خاصة، حيث قال إن إنجاز فيلم من نوع الحركة والرسوم المتحركة هو أصعب بكثير من إنجاز أفلام للكبار نظرا لما يتطلبه من تقنية ومؤثرات خاصة وكذا التدقيق اللغوي لأنه موجهة لأطفال. * وفي سياق المشروع الذي يحضره بوكردان عن الرايس حميدو، قال إنه يندرج في إطار مشروع كبير يرمي إلى استعادة أبطال وصناع تاريخ الجزائر الثوري والثقافي والحضاري عبر العصور، فبعد أسطورة لونجا والرايس حميدو، قال بوكردان إنه يفكر جديا في إنجاز أعمال مماثلة عن الأمير عبد القادر وابن باديس وفاطمة نسومر. أما بشأن التركيز على الأطفال فذلك من أجل غرس الروح الوطنية ومساعدة الإنسان الجزائري على استعادة توازنه بالثقة في نفسه وحضارته، يقول بوكردان الذي يعتقد أن جزءا كبيرا من مشاكل الإنسان الجزائري ناتجة عن عدم الثقة بالنفس للجهل الكبير بالحضارة والتراث الكبير الذي يزخر به البلد. ويقول بوكردان إنه يسعى لاستعادته عن طريق الصورة السينمائية، وهنا يؤكد قائلا إنه حان الوقت لنُخرج تاريخنا وتراثنا من الشفاهية إلى حضارة الصورة.