دخلت الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية منعرجا خطيرا بعد توتر الاوضاع بين حركتي المقاومة الإسلامية "حماس" والتحرير الفلسطينية "فتح" بلغ حد المواجهات الدامية وتبادل التهم وفتح ذلك الباب أمام عودة الاقتتال داخل البيت الفلسطيني الذي يعاني الأمرين، احتلال صهيوني من جهة واقتتال داخلي من جهة أخرى. ولقي ثلاثة فلسطينيين في اطار هذا الانزلاق مصرعهم صباح امس، في مدينة غزة بينما أصيب قرابة خمسين شخصا آخر في حصيلة لا تزال مفتوحة أمام كل الاحتمالات في ظل استمرار مظاهر الاقتتال بين الاخوة الاعداء. واكدت حركة حماس في بيان أمس، أن شرطيا من عناصر القوة التنفيذية التابعة لها وعضو من كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح للحركة لقيا مصرعهما في هذه الاشتباكات التي دارت رحاها في قلب مدينة غزة في حين لم يتم تحديد هوية القتيل الثالث. واندلعت هذه المواجهات عندما أقدمت قوات حركة حماس على شن حملة اعتقال استهدفت أفراد عائلة حلس بحي الشجاعية والتي ينتمي إليها أحمد حلس القيادي البارز في حركة فتح بعدما اتهمت اعضاء فيها بالتورط في عملية التفجير التي استهدفت شاطئ غزة في ال25 جويلية الماضي. وهي العملية التي أدت إلى مصرع خمسة أعضاء من كتائب عز الدين القسام وطفلة في السادسة من العمر وكانت بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس في العلاقة المتوترة منذ أزيد من عام بين حركة المقاومة الإسلامية وحركة التحرير الفلسطينية. وتصاعدت اللهجة بين الحركتين المتنازعتين بعدما اشتدت حدة الاتهامات بينهما من خلال سعي كل طرف إلى تحميل الطرف الأخر مسؤولية الانزلاق الأمني الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية منذ تفجيرات غزة قبل أسبوع. واتهمت حركة حماس في سياق هذه الاتهامات غريمتها فتح باختطاف محمد غزال العضو القيادي بها في الضفة الغربية واكدت انها هددت باعدامه. وقال متحدث باسم حركة حماس رفض الكشف عن هويته، أن محمد غزال عضو المديرية السياسية لحماس تم اختطافه يوم أمس من قبل مسلحي حركة فتح في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وهددوا باعدامه في رد فعل على المواجهات الدائرة رحاها بحي الشجاعية في قطاع غزة. وكان عضو حركة حماس في الضفة الغربية محمد غزال اعتقل ايضا الخميس الماضي من قبل الشرطة الفلسطينية التابعة لحركة فتح قبل أن يتم إطلاق سراحه في اليوم الموالي. ولم يقتصر سيل الاتهامات على حركة حماس حيث وجهت السلطة الفلسطينية على لسان الرئيس الفلسطيني اتهامات مضادة لحركة المقاومة الإسلامية. وقال الرئيس محمود عباس، إن المعركة التي تشنها مليشيا حركة "حماس" في إشارة إلى القوة التنفيذية في قطاع غزة غير مقبولة وأنها تعد استهدافا لدعوته للحوار الوطني الشامل. واكدت الحكومة الفلسطينية من جهة أخرى أنها تتابع عن كثب تدهور الأوضاع في قطاع غزة بطريقة غير مسبوقة والتي قالت انها وصلت إلى حد قصف مناطق سكنية بقذائف "آر بى جى" ومدافع "الهاون". وقال فهمي الزعارير المتحدث باسم حركة "فتح" في غزة إن مليشيات حركة "حماس" تنفذ مجزرة حقيقية ضد الإنسانية في حي الشجاعية وأن ما يجرى هناك هو عمل "مبرمج ومخطط" ويأتي لتكريس الانقسام على حساب الوحدة الوطنية. وشدد الزعارير على ضرورة التصدي الفوري لممارسات "حماس" من كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية للحيلولة دون هذه المخططات المبيتة.