توفيت صبيحة الثلاثاء، أكبر معمرة بمنطقة آريس بباتنة عن عمر يناهز 108 سنوات، اثر متاعب صحية ألمت بها في الأيام الثلاثة الأخيرة، قبل أن تفارق الحياة فجر الثلاثاء بمسقط رأسها الكائن في حي "سانف" بآريس. وحسب حفيد الفقيدة، السيد بلعيد مسامح، فإن جدته نونة بوسعد لم تكن تعاني من أي مشاكل صحية رغم تقدمها في السن، بدليل أنها كانت تتمتع بذاكرة قوية وتؤدي صلاتها بصورة عادية قبل ان تنتابها متاعب في الأيام الثلاثة الأخيرة. وقبل رحيلها صبيحة أمس، كانت تعد خالتي"نونة بوسعد" أكبر معمّرة في منطقة آريس بباتنة، حيث تجاوز سنها القرن و 8 سنوات، وكان اسمها من اقتراح جدها أثناء توجهه لأداء الحج في حدود العام 1907 تيمنا بوالدته التي تحمل نفس الاسم. ورغم أن "نونة بوسعد" فقدت البصر منذ 6 سنوات، إلا أن الله عز وجل أعطاها قوة البصيرة وحسن التواصل وقوة الذاكرة. وعرفت الفقيدة بمساهمتها الفعالة أثناء الثورة التحريرية، حيث احتضن منزلها العديد من قادة الثورة منهم محمود بن عكشة ورابح بيطام وبن عمر طوبال وغيرهم، إضافة إلى مساعداتها الإنسانية لعديد الأسر والعائلات التي تعرضت للتشرد وأرغمت على الهجرة بعد حرق منازلها من طرف عساكر المستعمر الفرنسي، كما وظفت أملاكها في فعل الخير ومساعدة المرحومين، وخصصت في السنوات الأخيرة 4 هكتارات من أراضيها لتشييد مقبرة تكون تحت تصرف جميع القاطنين في مدينة آريس بصرف النظر عن انتماءاتهم أو أصولهم. ومعلوم أن "الشروق" كانت قد زارتها منتصف العام المنصرم وأنجزت عنها بورتري شهد تفاعلا واسعا وسط القراء وسكان منطقة آريس.