ممرضة المجاهدين يمنية صايب ترحل عن عمر يناهر ال 108 سنوات شيعت يوم الجمعة الماضي بمقبرة قرية حورة ببوزقان التي تبعد بحوالي 50 كلم شرق ولاية تيزي وزو، جنازة المعمرة والمجاهدة السيدة صايب يمنية المولودة راحمي، البالغة من العمر 108 سنوات و6 أشهر، المتوفاة صبيحة يوم الجمعة في حدود الواحدة صباحا بمنزلها العائلي، بحضور عدد كبير من المواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة على المتوفاة التي كانت محبوبة لدى الكبير والصغير. المتوفاة من مواليد 24 مارس 1903 -حسب سجل الولادات- وتنحدر من قرية حورة بلدية بوزقان، تزوجت في سن ال 23 سنة من السيد محند طيب صايب الذي استشهد في عام 1957 بمنطقة شريعة، هي أم ل 8 أولاد؛ أربعة بنات وأربعة ذكور، وأصغرهم سنا يبلغ من العمر حوالي 70 سنة، حيث استشهد إبنها محند أرزقي صايب في عام 1956 بثكنة عسكرية واقعة بحورة، كما فقدت إبنها الثالث في ,2004 وآخر في ,2008 وبقي لها أربعة بنات وابن واحد عاشت معه إلى آخر يوم في حياتها. وما يثير الاستغراب هو أن ''نا يمنية''، ورغم تقدمها في السن، إلا أن ذاكرتها ظلت قوية وتدرك جيدا ما تقوله وتفعله، كما أنها تعرف تمام المعرفة أسماء أحفادها، فهي جدة ل 230 حفيدا، وربت 5 أجيال، وكانت إبان الثورة ممرضة بالولاية الثالثة تاريخيا. وحسب ما قاله أحد أحفادها المدعو الحاج عبد الكريم صايب، أن جدته كانت إنسانة سخية تحرص على التصدق، حيث عاشت حياتها محتفظة بذاكرتها لدرجة تفرق بين أسماء أحفادها، كما أنها تتمتع بصحة جيدة وأنها لم تدخل المستشفى يوما. وعن نشاطها إبان الثورة، قال المتحدث أن الراحلة جدته يمنية كانت مجاهدة وممرضة إبان الثورة، حيث قدمت ودعمت المجاهدين بالولاية الثالثة تاريخيا، وأشرفت على عملية توليد عدة نساء خلال الثورة، وأنه ورغم تقدمها في السن، إلا أن ذلك لم يمنعها في تقديم المساعدة، حيث تعود آخر عملية ولادة قامت بها إلى الأشهر القليلة الماضية، حيث قامت بزيارة مريضة بالمستشفى، وأثناءها وجدت امرأة استُعصت عملية توليدها، وقامت نا يمنية بتوليدها بعد قيامها ببعض الحركات، وكانت ولادة المرأة عادية دون عملية قيصرية. وأضاف أن جدته ورغم كبرها في السن، احتفظت بكل أحداث الثورة وما عاشته وشاهدته خلالها من أحداث ومحطات تاريخية هامة. وللإشارة، كانت ''المساء'' على موعد مع المجاهدة صايب يمينة صبيحة يوم الجمعة، غير أن الأقدار شاءت أن تفارق الحياة ساعات قبل الموعد، دون أن نتمكن من جمع شهاداتها وتصريحاتها، فرحمها الله واسكنها فسيح جنانه.