يجمع الكثير من المؤرخين على أن البطل أحمد مزوجي (الملقب ب عمر وقرور) يعد أول شهيد قدم نفسه فداء للوطن بعد 3 أيام فقط عن إعلان اندلاع الثورة التحريرية المباركة، حدث ذلك في منطقة سريانة، خلال العملية التي قام بها لمداهمة منزل المعمرين جيلو وفوزو اللذين كانا مستهدفين من قبل قيادة الثورة بسبب مشاركتهما في مجاز 8 ماي 45. وفضلنا القيام بزيارة إلى عائلة ابن الشهيد أمحمد مزوجي القاطنة بوسط مدينة آريس، حيث وجدناه طريح الفراش بسبب متاعب المرض، وأكد لنا أن كل الروايات تجمع على أن والده هو أول من نال شرف الشهادة خلال الثورة التحريرية، معبرا عن اعتزازه بشجاعة والده الذي غادر مسقط رأسه بإشمول وتنقل إلى مدينة سريانة وفق المخطط الذي سهرت قيادة الثورة على تجسيده بقيادة الشهيد مصطفى بن بولعيد، مؤكدا أن نضال والده يمتد من الأربعينيات إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية، وتحكي زينب بن شايبة، زوجة ابن الشهيد احمد مزوجي أنه طلب منها تحضير الطعام والكسرة وكمية من التمر حتى يتسنى له مغادرة المنزل، وبالمرة تلبية نداء قيادة الثورة، حدث ذلك حسب زينب بن شايبة قبل حوالي 10 أيام عن موعد الفاتح نوفمبر، وفي تلك الفترة تلقى زوجها رسالة من والده يأمره بالاعتناء بأمور العائلية والمنزل، مشيرا أن ما يهمه حاليا هو السير على طريق الدفاع عن الدين والوطن، وفي غمرة حملات الترحيل والتشرد التي تعرض له العديد من السكان، تلقت عائلة مزوجي خبر استشهاد البطل مزوجي احمد، تزامنا مع تواجد عائلته حسب زينب بن شايبة دائما في قرية تيبحيرين الواقعة في الطريق الرابط بين آريس وباتنة. ورغم الخلاف القائم، في ظل تطرق الكثير من الباحثين والمؤرخين إلى الشهيد بن عبد المالك رمضان الذي سقط في ميدان الشرف، إلا أن الكثير من المجاهدين والباحثين يؤكدون وفق الشهادات والوثائق الموجودة، أن أحمد مزوجي (من مواليد إشمول بباتنة) هو الذي فتح عداد قافلة المليون ونصف المليون شهيد، حدث ذلك في وسط مدينة سريانة أثناء هجوم منظم على بعض المعمرين، وفي مقدمة ذلك جيلو وفوزو، بسبب مشاركتهم في مجازر 8 ماي 45، وهو ما أكده لنا المجاهد علي النوي، مسؤول قسمة المجاهدين على مستوى بلدية سريانة، ما جعلهم يقيمون نصبا تذكاريا في المكان الذي استشهد فيه، غير بعيد عن الهجوم الذي قام به ضد بعض المعمرين الذين شاركوا في مجازر 8 ماي 45، مشيرا في الوقت نفسه على أن الثورة التحريرية عرفت منهجا شموليا خلافا للمقاومات السابقة التي عرفتها الجزائر طيلة فترة الاحتلال، مؤكدا أن أحمد مزوجي يعتبر أول شهيد في منطقة الأوراس والجزائر.
ويؤكد العارفين بسيرة الشهيد أحمد مزوجي الملقب ب "عمر وقرور" (من مواليد الفاتح جويلية 1910 بإشمول)، أنه كان يرعى الأغنام، ويحب الصيد وصناعة البارود، كما انه معروف بكرهه للمستعمر، وهو ما جعله يساير حركة النضال من سنة 1947، والمساهمة في التحضير لاندلاع الثورة التحريرية المباركة.