دافع الفنان عبدو درياسة، في تصريحات "قوية" خصّ بها "الشروق"، على هامش إحيائه البرايم السابع من برنامج "ألحان وشباب6"، عن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. معتبرا تخصيص وزارة الثقافة ميزانية 700 مليار سنتيم لها ليس تبذيرا، وأعطى مثالا على تونس، التي تعيش في عز الأزمة، "ورغم ذلك لم تلغ مهرجانا واحدا، لأن الأمر لديهم هو تغذية روح وفكر" على حد تعبيره. أغيلاس بات الأقرب للظفر بلقب "ألحان وشباب6" بداية، قال الفنان عبدو درياسة، إنه يتوقع فوز المتسابق أغيلاس بلقب "ألحان وشباب" لهذه الطبعة، مبررا ذلك "أن الأخير دخل في جو المسابقة، وصار أقرب إلى اللقب من غيره، بشهادة جميع أساتذة المدرسة. بالإضافة إلى كونه متمرسا في معهد موسيقي متخصص، ناهيك عن جمعه بين قوة الصوت ووسامة الشكل". معتبرا أن الطلاب باتوا في تحسن محسوس من برايم إلى آخر، وأنهم محظوظون -حسبه- بأن تكون ولادتهم من خلال خشبة "ألحان وشباب"، وبتوجيه من المايسترو فريد عوامر "اللي الغلط معه ممنوع". كما نوّه بالمستوى الجيد لكل من فريدة وحكيمة، في الأداء والحضور على المسرح، منذ أول برايم.
لن أكرر تجربة التحكيم العام المقبل. ولأول مرة، كشف درياسة الصغير عن مشروع "ديو" سيجمعه بالفنانة ريم حقيقي، والذي هو عبارة عن إعادة غناء إحدى روائع والده الحاج رابح درياسة. قائلا بشأنه: "لن أكشف عنوان الأغنية، كل ما يمكنني قوله إن العمل جاهز لدى الموزع الموسيقي توفيق بوملاح، ولم يتبق سوى وضع صوتي وصوت ريم عليه". وفاجأ عبدو درياسة "الشروق" بقوله إنه لن يكرر تجربة التحكيم في تصفيات "عودة المدرسة" العام المقبل. وبرر ذلك: "سعدتُ جدا بالعمل مع فريق متمرس، وخاصة مع المنتج عامر بهلول، إلا أني أفضل ترك شرف هذه التجربة لفنانين آخرين. فمثلما التداول على السلطة مطلوب، كذلك التداول في متابعة وتأطير الأصوات مطلوب أيضا؟؟". وفيما يخص جديده، قال عبدو إنه بصدد إطلاق ألبوم خلال الصيف سيضم 8 أغان جديدة من توزيع مروان طبّال وتوفيق بوملاح، منها "ديو" مع الفنان التونسي وليد التونسي.
رابح درياسة مستاء من مستوى الأغنية الحالية في ذات السياق، شدد مُتحدث "الشروق" أن الهدف الأول من رئاسة والده، الحاج رابح درياسة للجنة تحكيم "ألحان وشباب6"، هو توجيه وتأطير الأصوات الشابة والصاعدة: "الحاج أطال الله في عمره، كان ضد فكرة عودته للأضواء مرة أخرى، لكن حبه للأصالة وغيرته على التراث الجزائري جعلاه يتفاعل مع البرنامج الذي يعتبره خاتمة مشواره". لافتا أن الفنان الكبير مستاء من المستوى الذي آلت إليه الأغنية الجزائرية، ومستاء أكثر لبداية انقراض بعض الأنماط الغنائية الأصيلة، كالطابع الصحراوي.
عبدو وفيديو إهانة الشاب خالد.. في المقابل، دافع الفنان عبدو درياسة عن ملك أغنية الراي الشاب خالد، بعد حادثة شتمه وإهانته أمام إحدى القنصليات الجزائريةبفرنسا. وقال: "بعد هذه الواقعة، صوّرت فيديو دافعت فيه عن الشاب خالد. وقلت بأعلى صوتي عيب أن يتعرض فنان في قامته لمثل هذه الاهانة". وفي غضب انتقد عبدو صاحب الفيديو وهو يوجه إليه كلامه: "من تكون أنت لتهين خالد؟.. لكل مقام مقال !!، هذا الفنان رفع بقيمة الأغنية الجزائرية.. وأنت الذي تعيش في فرنسا ماذا قدمت للجزائر؟.. خالد فنان وسفير ومواطن فوق العادة لا يجوز أن ينتظر دوره في طابور".
"في تونس يعطوني قدري أكثر" من جهة أخرى، نفى عبدو درياسة أن يكون مستقرا بتونس، وأرجع تردده الدائم عليها بقوله: "في تونس يعطوني قدري .!! وأعمل حفلات على مدار السنة، بينما في بلدي، مثلا، مرت على مشاركتي في مهرجان "جميلة" 4 سنوات ولم توجه لي دعوة أخرى.. بالتالي لا يعقل بعد هذا المشوار أن أطرق باب أحد.. ثم لاحظ أن تظاهرة قسنطينة انطلقت ولا أحد اتصل بي؟؟، بينما في تونس وّقعت حتى الآن على مهرجان "الحمامات" و"صفاقس" و"سوسة" و"طبرقة". نافيا أن يكون على خلاف مع أي شخص أو هيئة "لكن في الأخير هم يبرمجون من يريدون برمجته ويقصون من يريدون إقصاءه".
لماذا لا تتكلمون عن خيبات الفريق الوطني؟ على الرغم من إقصائه، إلا أن الفنان دافع عن "تظاهرة قسنطينة "باستماته، ردا على من اعتبروا إنفاق 700 مليار سنتيم بمثابة تبذير. وقال: "أتساءل لماذا يتحدث البعض عن التبذير والتبديد إلا إذا تعلق الأمر بالثقافة والمهرجانات الفنية؟.. لماذا لا يتحدثون عن فضائح الطريق السيار ومافيا العقار التي تستنزف خزينة الدولة؟ أليس هذا تبذيرا؟ .. لماذا لا يحاسبون لاعبين يتقاضون الملايير ثم يعودون من "كأس إفريقيا" وهم يجرون خيبة أمل 40 مليون جزائري؟". مستطردا: "تصوّر الجارة تونس التي تعيش في عز الأزمة بعد ضرب سياحتها، لم تلغ مهرجانا واحدا، لماذا؟.. لأن الأمر بالنسبة لهم تغذية روح وفكر".
التمثيل أخذ مني ولم يضف لي شيئا تمثيليا، كشف عبدو أن المخرج جعفر قاسم عرض عليه المشاركة في "السيتكوم" الذي يصوره تحسبا لشهر رمضان: "لكني اعتذرت، لأنه وبعد مسلسلي "فلة والبريء" و"بابور الدزاير" اكتشفت أن التمثيل أخذ مني ولم يضف لي شيئا .. ممكن أن أسجل شارة موسيقية لمسلسل، لكن أكثر من ذلك الموضوع مرفوض". وبخصوص "الديو" الذي كان يفترض أن يقدمه مع الفنانة أصالة. قال عبدو: "هي حكت على "الديو" في برنامج "صراحة راحة" وتحمست له، لكن المشروع توقف بعد مشاكل طلاقها ثم الأحداث التي مرت بها سوريا". معتبرا أن شركات الإنتاج لا وجود لها في الجزائر بل توجد شركات توزيع فقط. ليختتم حديثه: "لست ضد من يعيدون تسجيل أغاني والدي، لكن بشرط أن يغنوها بإتقان وبطريقة صحيحة لا تسيء لتاريخه"، يختم عبدو درياسة تصريحه ل "الشروق".