اعتبر الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، أن أهداف ثورة 14 جانفي 2011، في بلاده "لم تتحقق" حتى الآن، مرجعا ذلك إلى ما أسماه "شراسة الثورة المضادة". وفي كلمة له بمناسبة انعقاد المؤتمر التحضيري لانطلاق حزبه “حراك شعب المواطنين” بقصر المؤتمرات بالعاصمة تونس، قال المرزوقي،: “علينا أن نعترف أننا لم تنجح لحد الآن في تحقيق أهداف الثورة نتيجة شراسة الثورة المضادة”. وأضاف المرزوقي: “علينا الاعتراف أننا لم ننجح (..)، فلا أنصفنا عائلات الشهداء، ولا قدنا الحرب ضد الفساد، ولا أعدنا الآلة الاقتصادية لخلق الثورة، ولا شمرنا عن سواعدنا للعمل، ولا دخلنا في الاصلاحات الجذرية المطلوبة في الاقتصاد، والتعليم، والقضاء، والإعلام”. وأضاف المرزوقي، في نبرة تساؤل، “عن أي استقلال نتحدث وتبعيتنا الاقتصادية تتعمق، ونحن لا تنتج أدويتنا، وبذورنا، وعن أي استقلال نتحدث وقد أصبح لبعض الدول بفضل ما تملك من مال ونفوذ رأي مسموع في اختيار رؤسائنا وتحديد سياساتنا؟”، من دون أن يحدد تلك الدول. ومضى قائلا: “نحن لم ننجح أيضا لحد الآن في إرساء أسس ديمقراطية سليمة حيث عرض الانتخابات الأخيرة الدور الهائل للمال السياسي الداخلي والخارجي والإعلام الموجه وتغلغل آلة التجمع(حزب الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي) المنحل نظريا، بل وحتى تهديد المواطنين وشراء الذمم وتصويت الموتى.. مما يعني أننا دخلنا ديمقراطيتنا الناشئة بأسوأ التصرفات”. المرزوقي قال أيضا: “ما يشغلنا كثيرا أننا لم تنجح لحد الآن أيضا في خلق مناخ معنوي سليم كالذي رأينا بوادره أياما بعد الثورة.. فقد عاد الاحباط والتشاؤم، وتنامي العنف اللفظي، وخطاب الكراهية، والتحقير”. وفاز الباجي قايد السبسي (88 عاما) الحاصل على نسبة 55.68 بالمائة من الأصوات، في الانتخابات الرّئاسية التي أجريت نهاية 2014 على منافسه المنصف المرزوقي.