شيّعت، في حدود الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء، جنازة المقاومين الأربعة: العشي رابح 72 سنة والطيب يعيش 59 سنة، ومحمد مراح 60 سنة ولخميسي صدوق 72 سنة، الذين قتلوا غيلة، فجر أول أمس، في كمين إرهابي استهدف سيارتهم بمنعرج في مرتفعات على مشارف مدينة مروانة بولاية باتنة. شهدت قرية فاج ببلدية الحاسي تامهريت في باتنة، أجواء حزن مهيبة، إثر الجنازة التي شارك بها مواطنون، ومنتخبون ومسؤولون أمنيون، أبوا إلا أن يواسوا العائلات والقرية التي فقدت أربعة رجال دفعة واحدة، في مصادفة عجيبة، إذ يقول أحد معارف الضحايا: "لقد التحق الأربعة بصفوف "الباتريوت" في يوم واحد، وها هم يلتحقون بالرفيق الأعلى في يوم واحد". شقيق الضحية محمد مراح، ذكر وهو يحبس دموعه الحارقة، مآثر شقيقه الذي حمل السلاح طيلة 28 سنة دون أن يتأخر يوما واحدا في الذود عن الأمن والسكينة، وعن مقارعة الإرهاب خاصة في زمن التسعينات الحالك، قبل أن يقول مفتخرا ومتحسرا في آن واحد "نعم قد ماتوا شهداء، لكن ما يحزننا فقط أنهم ماتوا غدرا بطريقة بشعة". وعلى غرار باقي أقارب وأصدقاء وجيران الفقيدين العشي رابح والطيب يعيش، لم يتخلف جيران وأحباب لخميسي صدوق في القدوم لمقبرة موطيور، وقال لنا أحدهم ببالغ التأثر"كان شخصا هادئا وحليما منذ صغره، كما أنه متفان ومحب للعمل ويحب تأدية الواجبات الأسرية والاجتماعية والمهنية باستقامة وعلى أكمل وجه، لقد واجه الموت طيلة السنوات الماضية، عدة مرات لكنه سلم لسنوات قبل أن تقع الواقعة غير المنتظرة فجر الثلاثاء". ويقول بعض رفاق الضحايا الأربعة إنهم صلوا الفجر جماعة قبل أن يمتطوا السيارة، التي تحولت لتابوت مخروم بالرصاص، بل إن منفذي العملية لم يكتفوا بالرصاص بل رموا داخل السيارة "كوكتيل مولوتوف" تسبب في تفحم الجثث، علما أن أحد الضحايا وحسب معلومات عائلته كان صائما في اليومين الأخيرين من عمره. وأما نساء القرية اللواتي يعرفن الأصدقاء الأربعة، فقد استقبلن الخبر بالبكاء والنحيب أول الأمر، ثم بالزغاريد التي دوت في الأرجاء.
الجيش يتعقب أمير سرية أبي الزناد بباتنة كشفت مصادر مطلعة أن مصالح الجيش، شرعت أول أمس في عمليات تمشيط وتعقب بجبال الشلعلع غرب مدينة باتنة بحثا عن سرية الأمير ش.توفيق المكنى أبو الزناد جيليبيب وخمسة عناصر بينهم "ب. وليد"، المتهمون باغتيال أربعة أفراد "باتريوت" بمروانة. وقدرت مصادر، استنادا للأظرف الفارغة والزخات التي أصابت الجانب الأيمن للسيارة، أن منفذي العملية كانوا قرابة ستة أفراد بقيادة الأمير أبي الزناد جيليبيب المنحدر من منطقة حيدوسة المجاورة لمدينة مروانة، وتعتقد مصادر أن الجماعة المنفذة لم تنسحب باتجاه جبل بوغيول بل فرت نحو منطقة الشلعلع، عبر مسالك منطقة أم الرخا الجبلية، في حين أكدت معلومات أن عددا كبيرا من "باتريوت" المنطقة طلبوا المشاركة الطوعية في عمليات التمشيط. وعقدت السلطات الأمنية عدة اجتماعات لدراسة المؤشرات الأمنية التي خلفتها العملية الفجائية التي جاءت بعد سنوات من اختفاء النشاط الإرهابي بمنطقة الأوراس ومنع محاولة قدماء الجماعات إعادة تنظيم هيكلها من جديد تحت المسمى القديم أو تحت مسميات جديدة بناء على معلومات مؤكدة أفادت شروع مجموعات صغيرة التمركز قرب منطقة أبلقو جنوب شرق مدينة باتنة وبمناطق غابات واقعة بين الحاسي ووادي الماء غير بعيد عن منطقة جبال الشلعلع.