كشفت مصادر "الشروق"، أن زعيم ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المدعو أبو بكر البغدادي، عين عراقيا من الموصل، يرجح أنه ضابط سابق في مخابرات صدام حسين على رأس التنظيم في ليبيا، بمركز الإمارة في درنة التي تتبعها ولايات برقة وفزان وطرابلس وسرت. وأشارت المصادر، إلى أن المخابرات العراقية، سبق وأن حذّرت قبل أيام نظيرتها الليبية، بأن عددا من قادة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، سيفرون إلى الأراضي الليبية، بعد بدء عمليات عسكرية ضد التنظيم في العراق، كما يسيطر اليمنيون والمصريون على إدارة المحاكم الشرعية في الأراضي الليبية التابعة للتنظيم. وكشفت الأرقام التي تحصلت عليها "الشروق"، من مصادرها الخاصة، أن عدد الجزائريين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم "الدولة"، ومختلف الجماعات الإرهابية الناشطة في ليبيا، بما فيها تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، هو الأقل مقارنة بعدد الجنسيات الأخرى، حيث لا يتجاوز المائة مقاتل جزائري، أغلبهم ممن كانوا ناشطين في منطقة الساحل، أوالعائدين من الأراضي السورية وعدد قليل منهم من المجندين الجدد في صفوف التنظيم. وقال الدكتور نعمان بن عثمان، الباحث الليبي المتخصص في الشأن الأمني والمتابع لنشاط الجماعات الإرهابية بالمنطقة، في تعليقه على هذه التطورات، إن تنظيم داعش في ليبيا "يسعى بكل الطرق لإجهاض الحوار، بين الأطراف الليبية، لأن من مصلحته بقاء الوضع على ما هو عليه وعدم قيام الدولة، ويتجلى ذلك من خلال، عدم سماحه للسلطات في ليبيا حاليا بالسيطرة على حقول النفط، دون أن يتمكن هو من السيطرة عليها، ما يحرم الحكومة من مداخيل مالية، ويجعلها شبه عاجزة ماليا عن تسيير البلاد". وأضاف المصدر ذاته في تصريح ل"الشروق"، أن داعش "يعمل على خلق وضع اقتصادي صعب في ليبيا، ليتيح له تجنيد مقاتلين، وشباب من ليبيا، كما أن مركز قيادة الدولة في درنة الليبية، ويتلقى الأوامر مباشرة من الرقة في سوريا". وكشف المتحدث في معرض تصريحه للشروق، أن تنظيم بوكو حرام وتنفيذا لأوامر ما يطلق عليه خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي، أرسل قبل حوالي شهر من الآن نحو 80 مقاتلا متمرسا، من نيجيريا لدعم داعش في منطقة سرت، بواسطة المسمى مختار بلمختار الذي ينسق النشاط مع بوكو حرام، ويشرف على بعض العمليات في سرت الليبية لكنه كثير الاختفاء، بحكم الملاحقة المستمرة له من طرف أجهزة استخبارات عالمية. وأكد المتحدث أن داعش في ليبيا، واجه مشكلة في تعيين القيادات قبل أن يتدخل البغدادي ويفصل في الأمر بعزل الأمير السعودي، وتعيين أمير عراقي على رأس التنظيم، وتكليف ليبيين بأغلب القيادات الميدانية على الأرض في المواجهات العسكرية، مشيرا إلى أن بناء الهيكل الهرمي للتنظيم واجه صعوبات كبيرة.