أسرّت مصادر متطابقة من مؤسسة بريد الجزائر أن جل القرارات التي كان مزمعا اتخاذها لفائدة الإطارات والعمال خلال اجتماع مجلس الإدارة الأخير تم تجميدها إلى إشعار آخر، بعد تنحية الوزيرة زهرة دردوري التي تلقت خبر استبعادها من الحكومة خلال إشرافها على أشغال اجتماع مجلس إدارة المؤسسة بباب الزوار الخميس الماضي، موضحة أن القرارات لم تلغ وإنما تأجلت إلى إشعارآخر فقط. وتفيد مصادر "الشروق" بأن الوزيرة زهرة دردوري افتتحت بشكل عادي أشغال مجلس إدارة مؤسسة بريد الجزائر الخميس 14 ماي بمقر المؤسسة بباب الزوار بالعاصمة، قبل أن تغادر الاجتماع بعد تلقيها لمكالمة هاتفية وهمت بالخروج بشكل مستعجل، قبل أن يكمل المدير العام بالنيابة لبريد الجزائر عبد الناصر سايح أشغال الاجتماع، ليتم إبلاغ الحضور أن الوزيرة قد تم تنحيتها من الحكومة وتم تعيين إيمان هدى فرعون مكانها. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن جل قرارات مجلس الإدارة التي كان مزمعا الفصل فيها وخاصة تلك المتعلقة بمزايا للعمال، تم تأجيل الفصل فيها مباشرة بعد أن تأكد تنحية الوزيرة دردروي، لتبقى آمال آلاف العمال معلقة إلى حين. ومن بين القرارات التي علقت قضية الترقية العمودية والأفقية للعمال والتي كان من المفروض البت فيها نهائيا، خاصة أن الآلاف من العمال انتظروا هذا القرار منذ إضراب 2012 ولم يتحقق بعد، وخصوصا أنه يترتب عليه مخلفات مالية وترقيات في المناصب. ولم يفصل اجتماع مجلس إدارة بريد الجزائر كذلك في مسألة التعويضات الخاصة بالإطارات أو ما يعرف ب التعويض عن الخبرة المهنية "IEP " والتعويضات المالية المترتبة عليه، حيث من المنتظر أن يدرس المجلس هذا القرار بعد نحو شهر من الآن. وبقي مشروع التنظيم الهيكلي الجديد للمؤسسة عبر الولايات معلقا هو الآخر حيث لم يتم الفصل فيه بعد أن غادرت الوزيرة دردروي الاجتماع كونها في الحقيقة هي الرئيسة الفعلية لمجلس الإدارة، وغيابها يعني استحالة المصادقة على بعض القرارات خاصة المهمة منها، حيث كان هذا المشروع لإعادة تنظيم المديريات الولائية والجهوية وتوزيع المسؤوليات والقضاء على المركزية في تسيير المؤسسة. وفصل اجتماع مجلس الإدارة فقط حسب مصادر "الشروق" في استحداث مديرية للتكوين على مستوى المديرية العامة، تكون مهمتها تكوين الموظفين والإطارات وضمان استمرارية تكوينهم لمواكبة التطورات الحاصلة في القطاع، فضلا عن المصادقة على قرار يقضي بترسيم الإطارات العاملة بالمؤسسة عبر قرار وزاري.
كما علمت "الشروق" أن مدير الوحدة البريدية لبومرداس "ب. ن" رفض مغادرة منصبه بعد أن تمت تنحيته عبر قرار للمدير العام لبريد الجزائر، حيث أحدث فوضى أمس خلال عملية تسليم واستلام المهام، وتم تعويضه بالمدعو "أمقران. أ" الذي شغل مدير الوحدة البريدية للجزائر غرب.