يحرص عديد المواطنين على انتهاز هذه الأيام من الأشهر الهجرية وخصوصا شهري شعبان ورمضان المباركين لأداء عمرة، خاصة وأنهما يتزامنان في السنوات الأخيرة مع فصل الصيف والعطلة السنوية، فيما تتحول قبلة آخرين لقضاء رمضان في تركياوماليزيا ومع موجة الغلاء وتراجع قيمة العملة المحلية وجدوا ضالتهم في عروض الوكالات السياحية بالتقسيط. "عمرة شهر رمضان بالتقسيط وبدون فوائد" هو الشعار الذي رفعته بعض الوكالات السياحية، وإن كانت فكرة "حج أو اعتمر اليوم وأدفع غدا" لا يقبلها عقل ومغاير للمنطق، فالأدهى من هذا أن عروض التقسيط تشمل حتى رحلات خارجية لدول مثل ماليزياوتركيا والتي كثر الإقبال عليهما في السنوات الأخيرة بغرض استكشاف طبيعتهما المروج لهما سياحيا عبر الأعمال الدرامية. وللاستفسار أكثر عن هذه الرحلات وكيفية التسديد ربطنا الاتصال بوكالة "ماجستيك" للسياحة والأسفار الرائدة في هذه العروض، حيث رد علينا المسؤول التجاري بالوكالة بوطمين بلال، والذي أكد لنا أنه بإمكان أي موظف أن يستفيد من الرحلات التقسيطية للحج أو العمرة أو أي رحلات خارجية تنظمهاالوكالة فقط عليه أن يدفع صكوكا بريدية للوكالة كضمان، وعن كيفية التسديد أوضح محدثنا أنها تتم كاللآتي بدفع 50 ٪ من التكلفة والنصف المتبقي على أقساط لمدة 10 أشهر وهذه العروض من دون فوائد . وأضاف المتحدث أن "ماجستيك" عبر وكالاتها الثلاث قد استقبلت عديد الطلبات على عمرة رمضان بالتقسيط وقد تم إغلاق التسجيل فيها، مضيفا أن أسعار العمرة تختلف فعمرة أوائل رمضان ابتداءً من 19 , 5 مليون سنتيم وعمرة أواخر رمضان ابتداءً من 27,5 مليون سنتيم ويزداد الطلب على العمرة في شهر شعبان، رمضان، والمولد النبوي الشريف. وأردف المسؤول التجاري أنهم ينظمون رحلات خارجية كماليزيا، تركيا، المغرب والتي يكثر الإقبال عليهم في فصل الصيف وحتى تونس والتي يقصدها الجزائريون طوال السنة وخاصة خلال فصل الربيع والصيف، أما في فصل الشتاء فالوجهة هي دبي وتلقى إقبالا كبيرا. وكشف بوطمين بلال أن بعض المواطنين يتخوفون من فكرة السفر بالتقسيط بالرغم من أنها من دون فوائد خاصة بالنسبة للحجاج والمعتمرين وهو ما يدفعهم لإسماعهم فتوى الشيخ عبد السلام حتى تطمئن قلوبهم. بشير جريبي: رحلات التقسيط تثير مشاكل بين الوكالة والمواطن أفاد بشير جريبي رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، أن هذا النوع من الرحلات التي تفضل تنظيمها بعض الوكالات وإن كانت مناسبة للمواطنين في طريقة التسديد إلا أنها كفيلة بخلق عديد المشاكل الواجب على أصحاب الوكالات تفاديها كالوقوع في شيكات من دون رصيد في حال تأخر صب راتب الموظف أو وقوع أي مشكل وهو ما يخلق أزمة تدفع الوكالة باللجوء للقضاء، وأضاف المتحدث بأنه لا يوجد هناك حج بالتقسيط وعمرة بالتقسيط فالذي يملك المال يسافر والذي لا يمتلك لا يعتمر تفاديا للمشاكل التي قد تنجر عن ذلك، وواصل المتحدث بأن النقابة تضم 450 وكالة سياحية لا توجد من بينهم من تمارس الرحلات "التقسيطية"، فالجميع يحاول تفاديها مؤكدا أن المواطنين في مثل هذه الحالات لا يعرفون الجهات التي يشتكون إليها. أئمة: لا بأس في التقسيط لعذر شرعي أوضح رئيس لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى الشيخ محمد الشريف قاهر، أنه لا بأس في الاستفادة من الرحلات ومن العمرة والحج بالتقسيط لمن لا يملك الدفع العاجل غير أن الأفضل أن يؤدي الإنسان واجبه بما عنده، مستطردا أن الرحلات الخارجية الأخرى إذا كانت لعذر شرعي فهي جائزة أما فيما عدا ذلك فالأفضل الاستغناء عن الكماليات وتجنب الدَين. في حين أكد شيخ مدرسة الأمير عبد القادر بوهران الأستاذ بوكعبر أحمد، أن الحج والعمرة ارتفعت أسعارهما فالتيسير فيهما مطلوب وإن كان بالتقسيط ولكن بالنسبة للذي يحج حجة الإسلام فهي مشروعة، أما تكرار الذهاب للحج فلا يجوز التقسيط فيه ويرى أن هذه الطرق غير مخالفة للشرع ولا مانع فيها ولو بتغيير الأسعار ورفعها قليلا.