يواجه أكثر من 2000 لاجئ من توارق النيجر وشمال مالي ظروفا صعبة بعد فرارهم من بلدانهم الأصلية بسبب الاشتباكات المسلحة إلى الجزائر، حيث يستقر هؤلاء اليوم في بيوت بلاستيكية وخيم بالية تفتقد لأدنى شروط الحياة بمدينتي تينزواتين وعين قزام بولاية تمنراست المدينة الحدودية، كما يواجهون الجوع والفقر والمرض. * وكانت حوالي 150 عائلة تضم أطفالا ونساء ومرضى ومسنين قد فروا باتجاه الجزائر منذ اندلاع الاشتباكات المسلحة بين متمردين والجيش في كل من دولتي مالي والنيجر، وكانت بعض هذه العائلات التي التقت بها "الشروق اليومي" في وقت سابق، قد أكدت أنها هجرت جماعيا مما وصفته بالجحيم لتستقر في "بلد آمن"، ورفض العديد منها اللجوء الى بوركينا فاسو لإيمانهم "بإعانة الجزائر لهم والتكفل بأوضاعهم وأن الوضع أحسن في الجزائر". * * وكانت هذه العائلات قد استقرت في بيوت من البلاستيك، وأخرى في خيم بالية مع أطفالها بمدينتي عين قزام وتين زواتين الحدوديتين، ومن المقرر أن يتنقل وفد عن أكاديمية المجتمع المدني الجزائري خلال الأسبوع الجاري إلى بلدية عين قزام بولاية تمنراست لمعاينة وضعية حوالي 70 عائلة قدمت من النيجر، ولم تحدد بعد وضعيتها القانونية، لكن السلطات المحلية قدمت لها إعانات، منها خيم ومواد غذائية، عكس اللاجئين من دولة مالي الذين يستقرون حاليا في مخيم بترخيص من السلطات الجزائرية. * * وقال الدكتور شنة رئيس الأكاديمية، إن "مهمة البعثة ستكون إنسانية بحتة" تندرج في إطار برنامج الأكاديمية الخاص بمساعدة اللاجئين في الجزائر، ولعب دور الوساطة بين المؤسسات الرسمية وهؤلاء اللاجئين وقطع الطريق أمام محاولات الاستثمار السياسي في مأساة هؤلاء من طرف منظمات دولية غير حكومية وتفعيل دور المجتمع المدني في التكفل بالقضايا ذات الطابع الإنساني * * "أن الوفد سيقوم بتقصي أوضاع هذه العائلات وتحديد احتياجاتها لمنحها مساعدات بالتنسيق مع السلطات المحلية، خاصة في ظل وجود أطفال رضع ومسنين ومرضى وسط هؤلاء اللاجئين الذين يمثلون فئة "توراق النيجر" الذين قاموا بهجرة جماعية من مناطقهم الأصلية ب"أقدس" و"أورليت" بعد تسميم آبار المياه التي كانوا يشربون منها"، وقالوا "إنهم هربوا من الموت والصراعات المسلحة شمال النيجر" ليستقروا جماعيا في "أكواخ" مبنية بالبلاستيك والألواح بمدينة عين قزام. * * وموازاة مع ذلك، أوفدت أكاديمية المجتمع المدني الجزائري قافلة من المساعدات إلى مخيم اللاجئين الذين قدموا من دولة مالي واستقروا ببلدية تينزواتين بولاية تمنراست، ويقدر عدد هؤلاء بحوالي 1000 لاجئ يمثلون 70 عائلة من مختلف قبائل توارق شمال مالي، خاصة من منطقتي كيدال وأبيبرا، استفادت من الإطار القانوني. * * وتتمثل المساعدات، حسب الدكتور شنة "في كميات من المواد الغذائية (أرز، سميد، شاي، زيت وحليب)، إضافة إلى عدد من الخيم وألبسة وأغطية، كما سيرافق الوفد أيضا بعثة طبية تضم أخصائيين في طب الأطفال والنساء * * والأمراض الداخلية، وذلك على خلفية تقارير أعدتها المكاتب المحلية تشير إلى معاناة هؤلاء اللاجئين من الجوع والفقر، خاصة الأطفال الذين يواجهون سوء التغذية والإسهال. * * وكان هؤلاء قد فروا من الاشتباكات المسلحة العنيفة بين الجيش المالي ومتمردي التوارق وأيضا بين الجيش النيجري ومتمردي التوراق ليفروا باتجاه مدينة تمنراست الحدودية القريبة من الحدود الجزائرية مع مالي والنيجر، وقامت السلطات الجزائرية بجمعهم في مخيمات الى غاية تأطيرهم وتسوية وضعيتهم القانونية أو ترحيلهم الى بلدانهم بعد استقرار الأوضاع الأمنية بها. * * وستقوم أكاديمية المجتمع المدني بتقدير العدد الحقيقي لهؤلاء اللاجئين من خلال عملية إحصاء دقيقة لتوزيع المساعدات وفقا للاحتياجات ونقل وضعيتها إلى السلطات المحلية، وكشف على صعيد آخر، عن فتح مكتب تابع للأكاديمية بمنطقة آقاداف بالنيجر وآخر بمنطقة قاو بمالي وهذا "للتكفل بالجالية الجزائرية المتواجدة هناك ورصد انشغالاتها واحتياجاتها".