بث تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، شريطاً مصوراً أشبه بالوثائقي بعنوان "عام على الفتح"، إحياء لذكرى مرور عام على سيطرته على مدينة الموصل في شمال العراق، في خطوة مهدت الطريق لإعلانه إقامة "الخلافة" في سورياوالعراق والتوسع في دول عدة. وأبرز التنظيم في الشريط الذي تداولته حسابات إلكترونية "جهادية"، الهجوم الذي سيطر خلاله على ثاني كبرى مدن البلاد ومركز محافظة نينوى، أولى المناطق التي سقطت في وجه هجومه الكاسح في جوان 2014، الذي سيطر خلاله على نحو ثلث مساحة العراق. وبعد عام على الهجوم، لا يزال التنظيم يسيطر على مدن رئيسية ومساحات واسعة من العراقوسوريا المجاورة، على رغم الضربات الجوية التي يشنها تحالف دولي تقوده الولاياتالمتحدة التي قررت رفع عدد مستشاريها في العراق لتدريب القوات الأمنية على استرداد المناطق من المسلحين. وتضمن الشريط البالغة مدته 29 دقيقة، مشاهد غير معروضة في أشرطة سابقة، شملت لقطات لعمليات تفجير عبوات ناسفة استهدفت دوريات عسكرية، وقتل عناصر أمن عن طريق القنص أو أسلحة كاتمة للصوت، سبقت الهجوم الشامل على المدينة الذي بدأ في التاسع من جوان عام 2014. ويسمع المتحدث في الشريط يقول "لم يكن في البال أن التقدم سيكون أكبر بكثير مما خطط له". وأشار إلى أن الهجوم بدأ "بقطع طرق الإمداد عن عناصر الجيش الصفوي في مدينة الموصل"، مضيفاً "دخلت أطراف المدينة ثلاثة أرتال من العجلات العسكرية قادمة من منطقة الجزيرة بعدد قليل من جند الدولة الإسلامية.. مقابل آلاف من جنود الجيش الصفوي". وفرض التنظيم في العاشر من جوان سيطرته على كامل الموصل، وتابع التقدم ليسيطر على غالبية محافظة نينوى، ومناطق واسعة في كركوك وصلاح الدين والأنبار وأجزاء من ديالى. وانهار العديد من قطعات الجيش في وجه هجوم "الجهاديين"، وانسحب عناصرها من مواقعهم تاركين أسلحتهم ومعداتهم الثقيلة غنيمة للتنظيم. كما أدى الهجوم إلى تهجير ملايين السكان من منازلهم، وأثار مخاوف من قدرة المسلحين على تهديد بغداد ومحافظات جنوب البلاد. وأعلن التنظيم في 29 جوان 2014 إقامة "الخلافة" في مناطق سيطرته في سورياوالعراق، وتنصيب زعيمه أبو بكر البغدادي "أميراً للمؤمنين". وخلال العام الماضي، تلقى التنظيم بيعات من منظمات "جهادية" في دول عدة، وأعلن إقامة "ولايات" أبرزها في مصر وليبيا. وتمكنت القوات العراقية، بدعم من ضربات جوية لتحالف دولي تقوده واشنطن، من استعادة السيطرة على بعض المناطق. ونفذ التحالف منذ أوت الماضي، ما يقرب من 4500 ضربة جوية. إلا أن التنظيم لا يزال يسيطر على أنحاء واسعة من البلاد، وحقق الشهر الماضي أبرز تقدم ميداني له منذ عام بسيطرته على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب البلاد.