يدور الجدل هذه الأيام على قناة المستقلة وعلى المباشر حول تاريخ التجانية وعلاقتها بالأمير عبد القادر ودورها في مقاومة الاحتلال الفرنسي، من خلال حصة تهتم بالشأن المغاربي، تناولت عبر حلقاتها الأخيرة التي تعنى بالشأن المغاربي موضوع »صفحات من تاريخ الجزائر ومسيرة الأمير عبد القادر«. شارك في نقاشه مجموعة من الدكاترة على غرار »ديني« و»بلغيث« وغيرهما، قبل أن يلتحق بهم نجل الخليفة العام للطريقة التيجانية والمكلف الرسمي بإدارة شؤون الزاوية التجانية من عين ماضي بالأغواط سيدي محمد الحبيب. هذا الأخير وعلى المباشر عبر قناة المستقلة، استهجن على لسان والده جملة ما حملته مداخلات بعض الدكاترة المشاركين في الندوة، ممن أنكروا الكثير على التجانيين وقللوا من شأنهم النضالي ضد المستعمر، وما إلى ذلك، مما أثار غضب وحفيظة التجانيين وأتباعهم. وفي توضيح خصّ به الشروق، أفاد نجل الخليفة العام بأن الخلاف بين الأمير عبد القادر والسيد محمد الحبيب التجاني سببه معاهدة التافنة المبرمة بين الأمير والجنرال بيجو، والتي قدم فيها الأمير للفرنسيين الجزائر على طبق من ذهب كما قال لأن أهم منطقة آنذاك في الجزائر كانت الناحية الشمالية بحكم خصوبة أراضيها. والمراجع لمعاهدة التافنة مراجعة حيادية يؤكد محمد الحبيب يدرك غاية الإدراك ما مدى صدق القول، لاسيما في البند السابع للمعاهدة محلّ الحديث، الذي وافق فيه الفرنسيون على بيع البارود وسائر ما يحتاجه الأمير من أسلحة، ويضيف نجل الخليفة أنه وفي هذه المعاهدة فرضت غرامات ثقيلة على الأمير تتمثل في تقديم القمح وآلاف الرؤوس من الأبقار وغير ذلك من الأشياء الأخرى... وعن الجاسوس الفرنسي المعروف »ليون روش« يؤكد محدث الشروق، أن هذا الجاسوس لم يكن على اتصال بالسيد محمد الحبيب التجاني، بل إن اتصاله الدائم ورابطته المتينة كانتا بالأمير الذي احتضنه داخل جيشه، وكان معه مخطط للعمليات ومن بينها الهجوم على عين ماضي، إشغالا للأمير عن خطر توسع دائرة الاستعمار. أما السيد محمد الحبيب فلم يتصل بالفرنسيين أبداً ودليل محدثنا في ذلك كتاب »وشاح الكتائب« لقدور بن رويلة، كما ذكر أيضا في كتب المؤرخين الغربيين الذين يستشهد بهم الدكتور بلغيث من أن ابن دوران اليهودي الذي كان مقربا من الأمير. وقد ثبت للتجانيين، كما جاء على لسان نجل الخليفة دائما، ما يبرهن على أن السيد محمد الحبيب كان من الواقفين مع الأمير في حربه ضد الفرنسيين. قبل نكبة التافنة كما اصطلح عليها. زيادة على هذا يقول محاور الشروق، إن كتب الأوروبيين تذكر أنه لما استعصى على الأمير فتح حصن عين ماضي وطال انتظاره استنجد بحلفائه الفرنسيين فأمدّوه بثلاثة مدافع تطبيقا للبند السابع الوارد في معاهدة التافنة.أما الحديث على أوريلي بيكار يقول محدثنا إن عقد زواجها عندنا وذكر مهرها فيه ولم يكن فيه ما قاله الدكتور، سامحه الله، لأن مهرها كان »أربعمائة دورو«. هذا ما ورد ذكره في عقد الزواج ولم يكن للكاردنال »لافيجري« أي ذكر ولا حضور، بل كان القاضي مسلما والشهود مسلمون ووقّع والد الزوجة وابنته في آخر العقد موافقين على الزواج الإسلامي، فإلى متى هذا الإجحاف، يتساءل المكلف بإدارة الزاوية بولاية الأغواط. بقيت الإشارة إلى أن الممثل الذي نسب نفسه للتجانيين وشارك باسم التيجانية في حصة »المستقلة« وهو السيد محمد التيجاني، فيقول محدثنا إنه لا ينتسب للعائلة على الإطلاق حتى وإن كان لقبه التيجاني.