تشتكي العائلات القاطنة في الأحياء الشعبية من طاولات بيع الشواء التي تنتشر كل رمضان بعد الإفطار، وتستمر في نشاطها إلى غاية الفجر، إذ يقوم هؤلاء بنصب طاولاتهم أمام البيوت، ليلتف حولها مجموعة من الشبان يلعبون "الدومينو" ويتبادلون أطراف الحديث بصوت عال، تتخلله قهقهات تخترق صمت الليل، لتصل إلى شرفات البيوت وتزعج النائمين وخاصة كبار السن والمرضى، الذين يخلدون إلى الراحة بعد يوم طويل من الإمساك عن الأكل إلا أنهم لا ينعمون بذلك، . وفي هذا الصدد أخبرنا "عيسى" وهو أحد سكان الدويرة، أن شبانا نصبوها تحت شرفة بيته فلا يستطيع النوم بسبب الأصوات الصاخبة المنبعثة من المكان، بالإضافة إلى الدخان المتصاعد منها والذي يتسرب مباشرة إلى غرفة نومه، خاصة وأن الجو حار، حيث يضطر لترك النوافذ مفتوحة. أما "ليندة" القاطنة بحي البدر في القبة، فقالت إن ابنتها المصابة بمرض الربو تصاب بنوبة شديدة بسبب الدخان الكثيف الذي يصدر عن "الشوايات" الذي يعم المكان ويتحول إلى شبه حريق غابة، فتتكون سحابة دخان تكبس على أنفاس أفراد العائلة، فما بالك بابنتها المريضة ذات العشر سنوات. وفي هذا السياق تحدث إلينا الدكتور "أوشان" طبيب عام، قائلا إن تعرض الأفراد للدخان المتصاعد من طاولات الشواء بشكل مستمر قد يسبب بعض الأمراض بمرور الزمن، كما يسبب مضاعفات للمصابين بأمراض مزمنة كالربو، الحساسية، وضيق التنفس، تتمثل في نوبات شديدة تصيب المريض.