كشف رئيس جمعية مساعدة مرضى الربو بولاية العاصمة، والأمين العام للفدرالية الوطنية لمرضى الربو، صالح بودراف، أن أكثر من 14 بالمائة من الجزائريين مصابون بداء الربو، بسبب عدة عوامل منها الازدحام المروري ونفايات المصانع. قال البروفيسور صالح بودراف إن الازدحام المروري الذي ينتج عنه تلوث المحيط بدخان السيارات، يعتبر من أهم أسباب تلوث الغلاف الجوي الذي أصبحت تشهده الجزائر في السنوات الأخيرة، ما ساهم في ارتفاع عدد المصابين بالأمراض التنفسية خاصة الربو. وقال بودراف، في تصريح ل”الفجر”، إن أسباب الإصابات ترجع أساسا إلى المصانع المنتشرة بالعاصمة، حيث تسجل أعلى الإصابات بالنسبة للسكان القاطنين فيها، منها بلديات مفتاح وبابا علي ورايس حميدو، حيث يسجل أكبر عدد من المصابين جراء النفايات الناتجة من المصانع، إضافة الى الازدحام الشديد الذي تشهده شوارع العاصمة خلال هذه السنوات وما تنتجه السيارات من دخان. وهذا بحد ذاته يعتبر عاملا مهما بالنسبة لتفاقم المرض وازدياد حالات الإصابة بنوبات الربو.. مؤكدا في سياق حديثه أن التلوث الناجم عن دخان السيارات، ومنها دخان ”الديازال” الذي يؤدي حتما إلى اختناق بارز في القصبة الهوائية وبالتالي الإصابة بحالة من الربو المزمن. وفي نفس المجال تحدث بودراف عن ارتفاع نسبة الإصابة بالربو لدى تلاميذ المدارس، داعيا الأولياء إلى ضرورة تنبيه أولادهم إلى أهمية حمل الدواء والأجهزة المساعدة على التنفس في حقائبهم للاحتراز من نوبات الربو المفاجئة التي قد تعتري التلميذ داخل القسم. فالأطفال المصابون بالربو من بين أكثر الفئات تعرضا لخطر النوبات المختلفة، خاصة أثناء تواجدهم في الأقسام. لذلك قررت الجمعية رفقة أولياء التلاميذ، تقديم بعض الشروحات للمعلمين حول كيفية إعطاء بعض الإسعافات الأولية للتلاميذ المصابين. ودعا رئيس جمعية مساعدة مرضى الربو إلى تفادي الوقوف مدة طويلة في الازدحام المروري، خاصة أن أعراض ذلك لا تظهر إلا لاحقا. كما طالب بتحسين خدمات مصالح الاستعجالات التي تستقبل مرضى الربو في المناطق النائية، بسبب عجزها عن تقديم الإسعافات الأولية للمريض بهذا الداء. وبحكم أن الجمعية تهتم بمساعدة مرضى الربو، فإن ما تم تسجيله في الفترة الأخيرة هو عجز المصابين من فئة المعوزين وذوي الحاجة عن شراء دواء ‘'سيريتيد'' نظرا لارتفاع قيمته المالية التي تصل إلى حدود 3000 دج. مقابل ذلك لا يستفيد المريض إلا من تعويض بنسبة محددة، حيث تتكفل الجمعية الكائن مقرها بالمدنية في العاصمة، بمساعدة المرضى المحتاجين في اقتناء الأدوية بناء على تبرعات المحسنين.. في ظل غياب الدعم المادي من السلطات المحلية. من جهة أخرى، دعا البروفيسور بودراف إلى ضرورة الاعتراف بمرض الربو كمرض مزمن بنسبة 100 بالمائة، وكذا التكفل الجيد بالمرضى وإعطائهم العناية الكاملة وتوفير المزيد من التسهيلات الطبية لمعالجتهم، وإسعافهم عند تعرضهم لنوبات ربو مفاجئة، خاصة أن نسبة إصابة الأطفال بهذا المرض في ارتفاع متزايد.