- مواطنون يتجاهلون خطورتها على الصحة - شباب يتخذون من بيع الفحم تجارة مربحة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تستعد الكثير من العائلات الجزائرية للمناسبة باقتناء لوازم وأجهزة متنوعة، لاستخدامها في علمية نحر الأضحية، وفي تحضير مختلف الأطباق الخاصة بالعيد بعدها، خاصة ما تعلق بالشواء، الذي يعشقه الجزائريون كثيرا، ويستمتعون بتحضيره وبمذاقه، ما جعل الكثير من الشباب والاطفال يستغلون هذه المناسبة لبيع الفحم إلا ان الكثير من المستهلكين يتجاهلون أخطار هذه المادة وما قد تسببه من مشاكل على صحة الإنسان، وأمام هذا الواقع، تقربت السياسي من العديد من المواطنين و المختصين لمعرفة وجهة نظرهم في هذا الموضوع الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن والمتزامن واقتراب عيد الأضحى المبارك. شباب يتخذون من بيع الفحم تجارة مربحة تشهد العديد من الأسواق والأحياء الشعبية، مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، انتشارا كبيرا لباعة الفحم لاعتماد الجزائريين على هذه المادة وبصفة مكثّفة خلال العيد، وفي خضم هذا الواقع الذي تشهده هذه الأخيرة، كانت لنا وقفة مع بعض المواطنين، حيث قال مراد في الحقيقة، لا يمكنني إنكار انه لا يمكنني التخلي عن الفحم في يوم العيد لانه يعد مادة اساسية لعملية الشواء ، وقد يزداد اعتماد المواطنين على هذه المادة بارتفاع أسعار الشوايات الكهربائية وهو ما اعرب عنه جمال الذي قال إن الشوايات التي تعتمد على الفحم اقل سعرا من الشويات الكهربائية وهو ما دفعني لاقتناء الفحم . ومن جهتها، تقول خديجة التي التقينا بها امام بائع الفحم بأنه لا يحلو العيد بدون الشواء على الجمر والتي تعتبرها عادة مصاحبة لعيد الاضحى المبارك لدى الجزائريين، اما سفيان، فيقول انه في كل سنة وبحلول هذه المناسبة، يقوم بإقامة حفلة شواء يدعو إليها كافة افراد عائلته، ليضيف انه وعائلته من عشاق اللحم المشوي حيث تعتبر عادة الشواء له ولعائلته من العادات المترسخة التي لا يمكن للعيد ان يمر دون القيام بها، في حين ان سارة التي صادفناها وهي محملة بكيسين من الفحم مع آلة شواء صغيرة، فتقول ان ابناءها لا يحبذون تناول لحم اضحية العيد الا مشويا، والذين في كل سنة اول شيء يقومون به صبيحة العيد هو إشعال الفحم تحضيرا لشواء لحم الخروف فوقه. وقد وجد العديد من الشباب مع اقتراب عيد الاضحى المبارك في تجارة الفحم وآلات الشواء فرصة لإيجاد مصدر للدخل المادي ولو لفترة محدودة، حيث اقتربنا من بعض الشباب ممن يمارسون هذه التجارة التي تعتبر تجارة موسمية، اذ يقول وسيم الذي قام بنصب طاولته على الرصيف ليبيع فوقها اكياس الفحم، ان تجارة الفحم تدر عليه اموالا لا بأس بها غير أنها سرعان ما تتوقف بعد فترة من أيام العيد. وهو ما اعتبره وسيم تجارة ظرفية والتي تنتهي فور انقضاء العيد، وقد شاطره الرأي بلال الذي كان بقربه والذي بدوره يقوم ببيع آلات الشواء إذ يقول انه وصديقه وبسبب البطالة أصبحا يغتنمان مثل هذه المناسبات للعمل فيها ولو لفترة محدّدة، من أجل توفير بعض المصروف قبيل العيد لكن سرعان ما يعودان بدون عمل مع مرور العيد. ..ومواطنون يتجاهلون خطورتها ويزداد الإقبال على الشوايات التي تعتمد على الفحم بين الجزائريين، حيث يقبلون عليها مع كل عيد أضحى، وهي مثلما هو معروف تعتمد بصورة مباشرة على الفحم الذي يوضع بداخلها، ثم بواسطة شبكة حديدية يوضع عليها اللحم ومختلف أعضاء الخروف الأخرى لشوائه، وهي الطريقة التي تعتمد عليها الكثير من ربات البيوت، وأيضا الأطفال والشباب، ممن يفضّلون تناول اللحم مشويا بهذه الطريقة. خاصة ان أسعارها لا تتجاوز ال250 دج إلا ان الكثير منهم قد يجعل الأخطار الناتجة عنها وهو ما لمسناه خلال جولتنا الاستطلاعية في العديد من شوارع العاصمة. الشوايات الكهربائية تلقى اهتمامها وفي ظل تجاهل الكثير من المواطنين للأخطار الصحية الناتجة عن شواء اللحم على الفحم، وجدت العديد من العائلات الجزائرية ضالتها في الشوايات الكهربائية وذلك لتجنب الدخان والغبار الناتج عن الشواء على الفحم وهو ما أعربت عنه كريمة التي كانت بصدد اقتناء احد الشوايات الكهربائية والتي قالت في الحقيقة، كنت سابقا أستعمل آلة الشواء على الفحم لكن في الآونة الأخيرة استغنيت عنها وتم تعويضها بالشوايات الكهربائية التي تتميز بمواصفات عالية مقارنة بالآلات الشواء التي تعتمد على الفحم ، وفي جولة قادتنا الى المركز التجاري ڤلاكسي المتواجد ببلدية عين النعجة والذي عرف إقبالا كبيرا على هذا النوع من آلات الشواء، تقول شهيناز التي كانت بصدد شراء واحدة منها إن السبب وراء تفضيلي الشواية الكهربائية عن تلك التي تعمل بالفحم الى الروائح والدخان المنبعث منها ، وستكون بذلك شهيناز تنقص على نفسها الكثير من العبء في ظل سهولة تشغيلها التي تضمن لها ولأبنائها السلامة، اما سلاف، العاملة بالمركز التجاري، فتقول ان الطلب على آلات الشواء الكهربائية قد زاد بصفة كبيرة خاصة في الاسابيع الاخيرة، لتضيف ان الكثير من ربات البيوت يفضّلنها على آلات الشواء التقليدية لما توفر من راحة وسلامة في الاستعمال من حيث التشغيل والطهي وحتى التنظيف ما جعلها الأكثر طلبا من قبل الزبائن رغم غلاء ثمنها، اما سفيان، فيقول انه في كل سنة وبمناسبة حلول عيد الاضحى كان يقوم بإقامة حفلة شواء يدعو إليها كافة افراد عائلته، ليضيف انه وعائلته من عشاق المشويات، حيث تعتبر عادة الشواء له ولعائلته من العادات المترسخة والتي لا يمكن للعيد ان يمر دون القيام بها، لكنه وبدوره، حفاظا على صحة اسرته، قرر شراء شواية كهربائية كي لا يحرم عائلته من فرحة الشواء يوم العيد. مختصون يؤكدون خطورة الإفراط في استخدام الفحم لشواء اللحم وعن الاخطار الصحية الناتجة عن استعمال الفحم في الشواء، يقول العديد من المختصين في مجال الصحة إن الإفراط في استخدام الفحم لشواء اللحم، ينطوي على عدة مخاطر ينبغي الانتباه إليها، لاسيما في حال تم اقتناء أنواع رخيصة أو مغشوشة من الفحم ، وفي ذات السياق، الطبيب العام س. مصطفى يقول: إن كثرة تناول اللحوم المشوية يؤدي إلى تزايد فرص الإصابة بالعديد من الأمراض السرطانية، حيث أكدت ذات الدراسات وجود 300 مركَّب سام في الدخان المتصاعد من الفحم، منها 47 مركبا من مركبات الهيدروكربونات عديدة الحلقات ذات التأثير المسرطن، فعندما يتم حرق فحم الشواء، تنبعث أنواع كثيرة من الملوثات في الهواء الجوي، وتشمل هذه الملوثات جسيمات الفحم والعناصر النادرة، إضافة إلى العديد من العناصر مثل الكبريت والنيتروجين والأيدروكربونات، وبعضها مواد ذات خطورة كبيرة مثل ثاني أكسيد الكبريت، وخاصة عندما يتأكسد إلى حامض الكبريتيك، ويتفاعل جزء منه مع بعض العناصر الموجودة في الجو لتكوين مركبات كبريتية دقيقة الحجم، كما أن قطرات الدهون التي تسيل نتيجة شواء اللحم منه تسقط على ألسنة اللهب ذات الحرارة العالية، فتتكون مركبات سرطانية منها تتصاعد مع الأبخرة لتلتصق باللحم ، لذلك، ينصح الخبراء بالحد من استخدام شوايات الفحم بسبب ما يتمخض عنها من تلوث للهواء وما تصدره من انبعاثات غازية ضارة بالصحة، وتقليل تناول اللحوم المشوية على الفحم قدر الإمكان مع التأكد من عدم الاتصال المباشر بين اللحوم وألسنة اللهب. ولا تقتصر مخاطر الشواء على الفحم، على المخاطر الصحية فحسب، بل إنها تتسبب أيضا في تلوث الهواء، واختناق الموجودين في مساحات قريبة من المكان، خاصة إذا ما تم استخدام مراوح كهربائية، أو غيرها من الأجهزة، لزيادة اشتعال الفحم. حماية المستهلك تحذّر: الشواء على الفحم يسبّب السرطان ومن جهته، يضيف بلعباس حمزة، رئيس جمعية حماية المستهلك بتيبازة إن كثرة استهلاك اللحوم المشوية على الفحم له عدة اخطار على الصحة بسبب تغلغل الفحم الى اللحوم، حيث اظهرت الابحاث بأن شوي شرائح اللحم والاسماك والدجاج بدرجات عالية على الشوايات ينتج مواد PAH بدرجات عالية. مما يكسب الاطعمة خاصية المسرطنات بسبب مادة PAH الموجودة في فحم الشوايات والمواد الثقيلة الاخرى الحاوية على الحديد. حيث يتغلغل الفحم وغبار الفحم الموجود في الشواية الى المشويات ويكسبها تأثير المواد المسرطنة ما يسبب الاصابة بسرطان المعدة بالدرجة الاولى وسرطان المريء والامعاء الغليظة، كما يتسبب الدهن المتقاطر على الفحم في تكوين مركبات ضارة تتغلغل عن طريق الدخان الى اللحوم. اذ تظهر الابحاث بأن الغازات المنبعثة من الفحم عندما تكون في اعلى حرارتها تكون في غاية الخطورة. كما تبين بأن فحم الشوايات الذي يحترق لفترات طويلة ينتج جرعات مفرطة من المواد المسرطنة . حيث أظهرت دراسات المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان بأن الغازات السامة المنبعثة من الفحم اثناء الطهي تحمل تأثيرا سرطانيا اثناء شوي اللحوم على الفحم حيث ان المواد السامة الموجودة في الدهون المحترقة والمتقاطرة من اللحم تتحد مع الغازات السامة الناتجة من اشتعال الفحم وتلتصق باللحوم. وبعد تناول اللحوم، يتم امتصاص هذه الغازات في الامعاء الغليظة وبذلك تتسبب بالسرطان.