يستعد البوسنيون، السبت، لدفن رفات 136 من ضحايا مجزرة سريبرينيتسا، التي راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف مسلم على يد القوات الصربية قبل 20 عاماً، إثر التعرف على هويات أصحابها. وقامت السلطات المحلية بتجميع الرفات ونقلها إلى ساحة مقبرة الشهداء في مدينة بوتوتشاري، شمال شرقي البوسنة، تمهيداً لدفنها اليوم في مراسم تُقام في الذكرى العشرين لوقوع المذبحة، ويشارك فيها آلاف البوسنيين، إضافة إلى زعماء وقادة سياسيين أجانب. وتوجه صباح اليوم الآلاف من البوسنيين، ومواطني دول مختلفة إلى مقبرة بوتوتشاري، يرافقهم أهالي الضحايا ال136، وقرؤوا سور من القرآن الكريم وسط أجواء خيم عليها الحزن. وتضم قائمة الضحايا، الذين سيدفنون اليوم، "يوسف إسماعيلوفيتش" (75 عاماً) أكبرهم سناً، وسيدفن مع ابنه وحفيده، إضافة إلى 18 شخصاً دون سن الرشد. وسيرتفع عدد ضحايا "الإبادة العرقية" في مقبرة بوتوتشاري، عقب دفن دفعة اليوم، إلى 6 آلاف و337. وسيشارك في مراسم الدفن كل من رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، ونائبه نعمان قورتولموش، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ووزيرة الأسرة والسياسات الاجتماعية عائشة نور إسلام، إضافة إلى رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش، والرئيس السلوفيني بوروت باهور، ورئيس الجبل الأسود فيليب فويانوفيتش، ورئيس مقدونيا جورج ايفانوف، ورئيس وزراء صربيا ألكسندر فوسيتش، إضافة إلى مسؤولين ومواطنين من دول أخرى. وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في رسالة بمناسبة الذكرى العشرين لمجزرة سريبرينيتسا: "نريد عالماً لا يقتل فيه الأطفال، عالماً يلعب فيه الأطفال بطائرات ورقية على الشواطئ، وينامون في أحضان أمهاتهم". وجاء في الرسالة، التي بعثها إلى البوسنة والهرسك: "كونوا على ثقة أن قلوبنا البعيدة عنكم شعرت بالمآسي التي عشتموها في ذاك اليوم، واعلموا أن تركيا استنفرت كل إمكانياتها آنذاك، من أجل تضميد جراحكم، وتخفيف آلامكم والوفاء بمسؤوليتها الإنسانية تجاهكم". وأعرب أردوغان في الرسالة، عن شكره لجميع السياسيين والمسؤولين، ومنظمات المجتمع المدني، الذين ساهموا في محاسبة المسؤولين عن مجزرة سريبرينيتسا، داعياً في ألا تتكرر الآلام التي عاشها البوسنيون في مكان آخر من العالم. وأضاف: "نأمل في إيجاد نهاية للمآسي التي يعيشها أطفال كل من سوريا والعراق واليمن وفلسطين ومصر وليبيا وأفغانستان والصومال وأفريقيا". جدير بالذكر أن القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش، دخلت سريبرينيتسا في 11 جويلية 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأممالمتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من ثمانية آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 إلى 70 عاماً. وأخفق مجلس الأمن الدولي، الأربعاء الماضي، في تبني قرار قدمته بريطانيا، لإدانة جرائم الإبادة العرقية في سريبرينيتسا، وذلك بسبب استخدام روسيا حق النقض (الفيتو).