من المنتظر أن يشرع المخرج الجزائري "عاشور كساي" بعد شهر رمضان المقبل في وضع أولى روتوشات انطلاق تصوير أول فيلم درامي بمناطق الجنوب الكبير، وذلك على مستوى ولاية ورڤلة وضواحيها، يحكي قصة زواج آدمي بجنية، وهي قصة تبدو خيالية في نظر الرأي العام المحلي، رغم شهرتها الكبيرة التي تجاوزت الحدود، غير أنها واقعية، تعود إلى حوالي ثلاثة عقود، وتعرف بحكاية زيدورة التي تغنى بها مطولا شاعر الصحراء "الشيخ بحوص بن بصيص". * وفي توضيحه للشروق اليومي، أشار محمد بشير عياض، أحد أبناء المنطقة، الكاتب وصاحب العمل الفني ومعد السيناريو الذي يعتمد على عنصر التشويق، أنه مفتخر ويغمره الشعور بالعزة عقب الالتفاتة الطيبة من طرف المخرج المذكور لتجسيد هذا العمل على أرض الواقع، ومنه ناشد محدثنا السلطات المحلية قصد مساعدته ماديا ومعنويا لتحقيق ما وصفه بالحلم المعلق في انتظار انطلاق المشروع المنعوت بالضخم، مذكرا أنه اتصل قبل شهور بجميع الفاعلين في المشهد الثقافي لتقديم يد العون، بما في ذلك المؤسسات البترولية العاملة في حقول النفط بحاسي مسعود، مذكرا أن النقص الملحوظ في العمل السينمائي وعدم تشجيع الإبداع، سيما بجهات الجنوب الشاسع الذي يتمتع بطاقات فنية كبيرة معطلة، أيقظ فيه حب التحدي والحرص على ترجمة الإنجاز ذاته ميدانيا، بالرغم من الصعوبات التي تلقاها في البداية، مشيرا إلى أنه شارك بهذا العمل الدرامي في المهرجان الدولي لسينما الهواة بتونس سنة 1985 ونال إعجاب كبار النقاد ومخرجين عرب، إلا أن هذا الإنتاج بقي حبرا على ورق بسب انعدام التمويل الكامل، كما تحصل نفس الكاتب على المرتبة الثالثة في المهرجان المغاربي للسينما بولاية عنابة عام 1991، ومن ذلك الوقت ظلت أعماله العديدة إلى جانب كتابات أخرى في أدراج المكتب بعد أن أكلها الغبار. * * وتدور أحداث السيناريو الدرامي حول جنية تدعى"زيدورة"، تزوجها أحد الأشخاص بعد عشرة دامت سنوات من الإعجاب والحب تكلل بالقران، وتعتبر من القصص العجيبة، حيث نظمت فيها العشرات من القصائد الشعرية. * * ومن المشاكل الحالية التي تعترض إنجاز أول مولود سينمائي بعاصمة الواحات، اختيار المواقع الأرضية للتصوير، باعتبار المناطق الصحراوية متشعبة ومتشابهة، كما كان مقررا بداية التصوير شهر جويلية المنصرم، غير أن الظروف المناخية الحارة التي تتميز بها الجهة أخرت الانطلاقة الفعلية للمشروع السينمائي، إذ يعلق عليه سكان المنطقة أملا كبيرا للخروج من العزلة الفنية منذ نصف قرن.