قررت مجموعة من الرجال بولاية تيزي وزو كسر »الطابو« والتفكير أخيرا في إنشاء جمعية تدافع عن حقوق الرجال الذين يتعرضون للضرب من طرف زوجاتهم. وتهدف هذه الجمعية التي سترى النور قريبا إلى إيجاد وصفة تحد من العنف وتعيد للرجل هيبته ومكانته الخاصة في الأسرة والمجتمع! * قد يكون الأمر طبيعيا وعاديا عندما نسمع في الكثير من المرات بانتشار ظاهرة ضرب الرجال لزوجاتهم، لكن ما يثير الدهشة والغرابة أن يتحول العش الزوجية إلى حلبة مصارعة تستعرض فيها النساء العضلات وبالاستنجاد بالأسلحة البيضاء أحيانا أخرى خاصة الأواني المنزلية، وكثيرا ما يؤدي العنف الممارس ضد الرجال إلى أزمات نفسية وإصابات خطيرة وأحيانا إلى الموت المحقق. وتستقبل المصالح الطبية الكثير من حالات الرجال الذين يتعرضون للضرب والتعنيف لكنهم يصبرون ويرفضون تقديم الشكاوى لدى الجهات الأمنية وهذا حفاظا على سمعتهم في مجتمع لا يرحم، لكن قرر مؤخرا العديد منهم التفكير في إنشاء جمعية تدافع عن حقوقهم لتعاد للرجل مكانته الخاصة في الأسرة. * * ومن ضحايا هذه الظاهرة الخطيرة التي بدأت تنخر المجتمع القبائلي السيد (ع. ب) البالغ من العمر 49 سنة والذي التقته "الشروق" مؤخرا بمصلحة الاستعجالات الطبية بتيزي وزو وهو مصاب بكسور بليغة على مستوى يده وهذا ليس جراء حادث عمل أو مرور بل بسبب زوجته التي أشبعته مرارة الحياة، مضيفا أن الضرب بالنسبة لزوجته هو لغة الحوار، "لقد تمكنت منذ الوهلة الأولى من زواجنا من فرض سيطرتها عليّ وقد تحملت الكثير من سلوكها العدواني لأنني لم أجد مفرا آخر خاصة وأنني أب ل 6 أبناء ولم أتمكن من الحصول على سكن واضطررنا للعيش بمسكن عائلتها بالقرية وهذا ما جعلها تفرض سيطرتها عليّ". مضيفا »سأدافع عن حقي كرجل مهما كلفني الثمن وهذا ما جعلني انتظر على أحر من الجمر ميلاد جمعية للدفاع عن حقوق الرجال المضروبين بتيزي وزو لأنضم إليها دفاعا عن نفسي وعن أمثالي من المحقورين". * * حالات كثيرة يتعرض فيها الأزواج إلى الشتم والإهانة والضرب من قبل زوجاتهم اللواتي حوّلن حياة الرجال إلى جحيم حقيقي، ومن بين النساء اللواتي يضربن أزواجهن المدعوة (م. ص) والتي تقول دون حياء ولا تردد عندما استفسرناها في الموضوع »إنني أعنفه وأرى يوميا الدموع تنهمر من عينيه لكنها دموع شبيهة بدموع التماسيح« وعن سبب استعمالها للضرب كوسيلة للحوار مع شريك حياتها تقول إنه ضعيف الشخصية وتنقصه الرجولة ولم يستطع منذ زواجنا الذي مرت عليه عدة سنوات أن يفرض وجوده أمامي وأمام الآخرين وهذا ما جعلني أسيطر عليه وينفذ ما أريد دون تعقيب أو تعليق وإلا يتعرض للضرب. * * وإذا كان البعض من الرجال والأزواج يتعرضون للضرب والإهانة ومختلف أنواع العنف الجسدي والنفسي إلا أن الآخرين ولسوء حظهم أصبحوا من تعداد الموتى بعد أن تعرضوا إلى الضرب من طرف زوجاتهم إلى حد الموت ومن بينهم ضحية طاعن في السن من ضواحي واڤنون بتيزي وزو قتلته زوجته بكل برودة باستعمال قادومة وسكين، وهذا بعد شجار عنيف وقع بينهما عندما دخل هذا الأخير إلى مسكنه العائلي وهو في حالة سكر جد متقدمة فتخلصت منه بطريقة بشعة لأنها متعودة على ضربه منذ أن تزوج بها. * * رجل آخر ضحية العنف الذي تمارسه النساء، حيث قتل على يد زوجته بضواحي واضية لأنه أراد أن يطلقها ويتزوج من جديد فوجهت له 9 ضربات قاتلة بواسطة خنجر فأردته قتيلا ثم سلمت نفسها للشرطة.