رغم الحرارة الشديدة التي تشهدها عاصمة الواحات ورڤلة في الشهر الفضيل، إلا أن ذلك لم يمنع الأفارقة "الحرّاڤة" القاطنين بالمنطقة، من العمل ليل نهار دون هوادة، بداية من الساعة الخامسة فجرا إلى غاية منتصف الليل، وهو ما أثار دهشة واستغراب الجميع، وبالمقابل تجد الكثير من الجزائريين يفضلون النوم في شهر التوبة إلى ما بعد العصر. يشتغل "الحراڤة" الأفارقة بكدّ في شهر رمضان، بالرغم من الحرارة الشديدة التي تشهدها المنطقة، ومع ذلك تجدهم كل فجر بمحاذاة المستودع المخصص لهم للمبيت من قبل السلطات المحلية بحي المخادمة، بأعداد هائلة ينتظرون في عروض العمل المقدّمة من طرف الخواص، وهذا للقيام بأشغال شاقة في مجال البناء تحت أشعة الشمس اللافحة والقاتلة أحيانا في هذا الفصل ليوم كامل مقابل ألف دج. ومثال عن هؤلاء حسب تصريح أحد الأفارقة القاطنين بذات المستودع ل"الشروق" المدعو "إسحاق" 31 سنة القادم من غامبيا متزوج وأب ل 3 أطفال تركهم في بلاده وجاء للجزائر عبر بوابة عين ڤزام بولاية تمنراست بطريقة غير قانونية بحثا عن عمل يعيل به أسرته الفقيرة، حسبه، وبعد بقائه مدة 03 أشهر في تمنراست دون عمل، نصحه أحد الأصدقاء بالتنقل الى ورڤلة إذا أراد أن يظفر بعمل. وفعلا عمل بالنصيحة وانتقل إلى عاصمة الواحات، حيث وجد عملا في الحين كبناء لدى أحد الخواص ولقي كل الترحاب بالمنطقة، كما حدثنا "إسحاق" عن العمل في شهر رمضان بحكم اعتناقه الدين الإسلامي في غامبيا، أنه رغم الجو الحار والطبيعة القاسية بورڤلة، إلا أنه يجد متعة كبيرة في العمل في هذا الشهر الذي له نكهة خاصة في الجزائر، ولم يشعر أبدا بالغربة، خاصة ما تقوم به بعض الجمعيات الخيرية الناشطة بالمدينة بإطعام الفقراء والمساكين وعابري السبيل، وأردف محدثنا أنه في بعض الأحياء يتم تزويدهم بالأكل وجميع اللوازم الضرورية من طرف ناس الخير. ومن جهة أخرى يرى بعض المواطنين في تصريحهم ل"الشروق" أن تواجد هؤلاء الأفارقة بالمنطقة يعود بالفائدة لليد العاملة البسيطة، لانعدامها هذه الأيام بشكل كبير بالمنطقة، حيث تستغل ذات الشريحة في الأشغال الشاقة لدى المقاولات الخاصة، أو كحراس في بساتين النخيل المتواجدة بضواحي ورڤلة. بينما للبعض الآخر رأي مخالف، حيث يرون تواجد الحرّاڤة بورڤلة، يشكل خطرا محدقا بسكان الجهة، لما خلّفه هؤلاء الأفارقة من جرائم خطيرة على غرار اختطاف الأطفال الصغار، الشعوذة، السرقة، الاعتداءات، الدعارة، وحتى الفتل. وعليه يبقى تواجد هؤلاء الأفارقة بالمنطقة بين مؤيد ومعارض، تحت حماية السلطات العليا التي سمحت لهم بالبقاء بالجزائر لأسباب إنسانية بحتة حتى يستتب الأمن ببلدانهم، والدولة الوحيدة التي طلبت رعاياها هي النيجر، حيث تم ترحيلهم على دفعتين من ذات المقر المذكور.