نقلت وسائل إعلام إسرائيليّة عن مصادر عسكريّة وصفتها ب"المطلعة جدًا" أنّ هناك دلائل تؤكّد أنّ تركيّا ستكون القوة النوويّة المقبلة في الشرق الأوسط، حسب ما ذكرت. وفي هذا السياق، نقل المعلق العسكري في صحيفة (مكور ريشون)، عمير رابوبورت، عن مصدر كبير في الجيش الإسرائيليّ، قوله إنّ ما يُدلل على رغبة الأتراك في الحصول على السلاح النوويّ هو سعيهم الحثيث للحصول على طائرات (أف 35) المقاتلة الأكثر تطورًا في العالم، إذ إنّ هذه الطائرات قادرة على حمل قنابل نووية، من طراز "b61".. وحسب رابوبورت، فإنّ المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تشير إلى ما نسبه موقع ألماني في عام 2014 من تقديرات للاستخبارات الألمانية، مفادها بأنّ تركيا معنية بتطوير برنامج نووي مدني للتغطية على مخططها لتطوير سلاح نوويّ عسكريّ في السر، تمامًا كما هو الحال في إيران. وزعمت المصادر عينها، حسب موقع "رأي اليوم"، أنّ الأتراك حاولوا عند تفكك الاتحاد السوفييتي شراء قنبلة نووية، وتقنيات نووية من إحدى الدول الإسلامية التي كانت ضمن الاتحاد السوفييتي. وحسب التحقيق، فإنّ العسكريين الإسرائيليين أشاروا إلى اتهامات، زعموا أنّ محافل أمريكية رددتها في سبعينيات القرن الماضي، بأن تركيا ساعدت باكستان في تخصيب اليورانيوم اللازم لتطوير برنامجها النووي، ناهيك عن تبنّي تل أبيب اتهامات اليونان، الخصم اللدود لتركيا، بأنّ الأخيرة تعكف على تطوير برنامج نووي سري. ويُشير التحقيق إلى أنّ تركيا وقعّت على تفاهم مع الأرجنتين للتعاون في المجال النووي، بحيث تمّ الاتفاق على شراء تركيا مفاعلاً نوويًا، لكن تمّ التراجع عن الاتفاق بعد ما تبين أنّ المفاعل الأرجنتيني صغير ولا يصلح لإنتاج الطاقة النووية. ورأى الإسرائيليون أنّ ما يعزز التوجه التركي لتطوير قدرات نووية، هو توقيع اتفاقين مع كل من روسيا واليابان عام 2014 لبناء مفاعلين نوويين للأغراض المدنية. من ناحيته، أشار موقع "الدفاع الإسرائيلي" إلى أنّ أحد أهم المؤشرات على توجه الأتراك لتطوير سلاح نوويّ، هو سعيهم لتطوير منظومات صاروخية قادرة على حمل رؤوس نووية. ويستند الموقع، المُختّص بالشؤون الأمنيّة والعسكريّة، إلى تصريحات منسوبة إلى البرفيسور يوسال تنبساك، المدير السابق للمركز التكنولوجي التركي، أكد فيها على أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمر في عام 2011 بتطوير خطة لإنتاج الصواريخ البالسيتية يصل مداها إلى 2500 كيلومتر. وزعم تنبساك أنّ أردوغان معني بتطوير صواريخ عابرة للقارات يصل مداها إلى 10000 كيلومتر. ونقل الموقع عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ادعاءات تشير إلى توجه أنقرة لتطوير برنامج فضاء خاص بها. وتنطلق المصادر العسكرية من افتراض، مفاده بأنّ الدول التي تسعى لتطوير برنامج فضاء هي الدول التي لديها رغبة في الحصول على سلاح نووي. وأشار الموقع إلى أنّ تركيا أطلقت عام 2012 قمرًا صناعيًا لأغراض التجسس باسم "غوكترك"، في حين افتتحت في أيار الماضي مركزًا لتطوير الأقمار الصناعية بإشراف الصناعات الجوية التركية. وزعم الموقع أنّ ما يشجع تركيا على تطوير برنامج نووي حقيقة أنها تملك احتياطيات كبيرة من عنصري اليورانيوم والتوريوم، المستخدمين في إنتاج السلاح النووي. ونبّهت إلى أن تركيا تسمح للولايات المتحدة بالاحتفاظ ب60 إلى 70 قنبلة نووية في قاعدة (إنجيرلك) التركية، لكن الادعاءات الإسرائيلية بشأن مخططات تركية لتطوير سلاح نووي تنطوي على تناقضات. فقد وقعت تركيا في ستينيات القرن الماضي على ميثاق يحظر انتشار السلاح النووي، كما لم يحدث أن وجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي ملاحظات للحكومة التركية تدلل على شبهات بشأن عدم احترامها الميثاق. ومما لا شك فيه أن الدفع بهذه التقديرات يهدف إلى محاصرة إدارة أوباما في الساحة الداخلية الأمريكيّة، عبر تصوير أن الاتفاق الأخير مع إيران يفتح المجال أمام سباق نووي يهدد المنطقة والعالم بأسره.