في تطور من شأنه أن يعرقل فرض عقوبات دولية جديدة على إيران، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن تركيا والبرازيل وإيران توصلت لاتفاق حول إجراءات صفقة لتبادل اليورانيوم. وكان التليفزيون التركي كشف أن المحادثات الثلاثية التي أجريت في طهران الأحد وضمت كلا من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ونظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إلى جانب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو أسفرت عن اتفاق مبدئي يتضمن قبول إيران باقتراح تبادل اليورانيوم على أن يتم في تركيا، وسرعان ما أعلن عن انضمام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للمحادثات لوضع التفاصيل النهائية للاتفاق. وجاءت التطورات السابقة بعد أن أشارت إيران إلى أن الوساطة التركية البرازيلية بشأن أزمة برنامجها النووي مع الغرب توصلت إلى توافق حول كمية وتوقيت تبادل اليورانيوم ضعيف التخصيب مقابل الوقود النووي المخصب بنسبة 20٪ وأكدت استعدادها لمناقشة مكان عملية التبادل. وتعتبر الدول الكبرى الوساطة البرزايلية والتركية بمثابة وساطة الفرصة الأخيرة قبل تبني مجلس الأمن الدولي عقوبات جديدة ضد طهران. وبدأ الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الأحد محادثات مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد سعيا لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة النووية الإيرانية، ووصل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى طهران أيضا تلبية لدعوة نظيره الإيراني منوشهر متكي للمشاركة في المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وذكرت وسائل إعلام حكومية إيرانية أن دا سيلفا إلى جانب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو في طهران لإقناع إيران بإعادة النظر في اتفاق مبادلة الوقود النووي المتوقف للخروج من المأزق المتعلق بأنشطتها النووية. وكانت الدول الكبرى عرضت على إيران في أكتوبر الماضي تسليمها 70٪ من اليورانيوم ضعيف التخصيب الذي تملكه لتحويله إلى وقود عالي التخصيب تحتاج له لمفاعلها الخاص بالأبحاث الطبية في طهران. والاقتراح الذي تسانده الأمم المتحدة يتضمن نقل 1200 كيلوغرام من مخزون إيران من اليورانيوم منخفض التخصيب وهي كمية تكفي لصنع قنبلة واحدة إذا رُفع مستوى تخصيبها إلى روسيا أو فرنسا لتحويله إلى وقود لمفاعل طهران للأبحاث. لكن طهران تحفظت على العرض بذريعة نقص الثقة وطالبت بإجراء تبادل متزامن للوقود بكمِّيات صغيرة على الأراضي الإيرانية، الأمر الذي رفضته الدول الكبرى. وبدأت إيران في فبراير الماضي تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى لإنتاج وقود لمفاعل الأبحاث بنفسها بعد فشل المحادثات مع القوى الكبرى بشأن مبادلة الوقود وتقرب هذه الخطوة إيران من تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 90٪ اللازمة لصنع أسلحة نووية. وعرضت تركيا والبرازيل وهما عضوان غير دائمين بمجلس الأمن الدولي التوسط لإيجاد حل للمأزق في وقت تجري فيه الدول الكبرى محادثات لفرض جولة رابعة من العقوبات الدولية على إيران. وتقول إيران خامس أكبر مصدر للنفط في العالم إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فحسب وإنها لا تعتزم استخدامه عسكريا مثلما يزعم الغرب. وكان الرئيس البرازيلي وصل إلى إيران السبت لحضور القمة الرابعة عشرة لمجموعة ال 15 وتقول إيران إن قادة وكبار المسؤولين من 17 دولة من آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية حضروا الاجتماع لتطوير تعاون اقتصادي بين الدول النامية. يشار إلى أن مجموعة ال 15 أصبحت الآن تضم 18 دولة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وهى الجزائر والأرجنتين والبرازيل والشيلي ومصر والهند واندونيسيا وإيران وجامايكا وكينيا ونيجيريا وماليزيا والمكسيك وبيرو والسنغال وسريلانكا وفنزويلا وزيمبابوى. وافتتح قمة مجموعة ال 15 أعمالها أمس الإثنين بحضور قادة وكبار مسؤولي الدول الأعضاء في هذه المجموعة وتعمل المجموعة على زيادة التعاون بين الدول النامية في مجال الاستثمار والتجارة والتقنية وكانت قد عقدت القمة الثالثة عشرة لمجموعة ال 15 في العاصمة الكوبية هافانا.