دشن منذ ثاني أيام العيد مئات الأطفال وحتى الشباب موسم السباحة. وبحلول فصل الحر تصبح العديد من المدن الداخلية تعيش معاناة موسمية، تعد للبعض منها موسم "الحر" نظرا إلى غياب المسابح والأماكن التي يقي سكانها فيها أجسادهم من الحرارة الشديدة. ومن بين هذه المدن التي تعرف ارتفاعا في درجة الحرارة، التي يصبح العيش فيها لا يطاق البليدة، باعتبار النقص الفادح للمسابح وانعدامها في أغلب بلدياتها، في الوقت الذي يجد أبناء العائلات ذات الدخل المحدود، الوديان والسدود وحتى النافورات ملاذا لتلطيف حرارة الشمس اللافحة. الموقع الجغرافي لمدينة البليدة يجعل من خصوصياتها تعرف شتاء باردا وصيفا حارا، وما يزيد من معاناة سكانها عدم توفرها على مسابح عمومية قادرة على حمايتهم من شدة الحرارة التي تفوق ال 45 درجة في بعض الأحيان، تجر صغارها وأطفالها وشبانها إلى الوديان والسدود وحتى النافورات العمومية في بعض الأحيان للسباحة، كما هي الحال بالنسبة إلى الأطفال الذين يتصبب العرق من أجسادهم الصغيرة، يتجهون مباشرة نحو الوديان رغم الأوحال والأوساخ التي تميزها، فتجدهم يرتمون في أحضان تلك المياه الملوثة، غير مبالين بالأمراض عسى تلك الأجساد الصغيرة تأخذ نصيبها من الرطوبة، حيث تتحول جل الوديان والسدود المنتشرة عبر إقليم الولاية، في غمرة الحرارة المرتفعة إلى مسابح للاحتفال ضد الحرمان والتهميش، فتنتشر الابتسامة على الوجوه وتعم الفرحة بين أبناء الضعفاء، وكأنهم يريدون تأكيد مقولة: "الفقر والسعادة" وبعث رسالة إلى الذين لا يبذلون أي مجهود لإسعادهم، وتحقيق حلمهم بالسباحة والاستمتاع بمسبح يؤمن سلامتهم. وتزداد المعاناة خاصة بالبلديات النائية، على غرار كل من حمام ملوان ووادي جر وصوحان وجبابرة، حيث يتطلب ذلك تدخل السلطات العليا، لإعطاء الأوامر لخلق فضاءات لقضاء أوقات الفراغ وإنشاء منتزهات ومسابح بإمكانها استقطاب الآلاف من الأطفال والشباب وانتشالهم من الضياع والحرمان. بعض العائلات، وفي لقائها ب "الشروق"، أكدت أن انعدام مثل هذه المرافق وفي مقدمتها المسابح العمومية، جعلت فلذات أكبادنهم يلجأون إلى البحث عن الاستجمام والبرودة في ضفاف الأنهار والسدود المجاورة، مما يجعل العديد منهم عرضة للموت، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد، وتزداد الظاهرة خطورة في غياب السلطات المعنية مع انتشار البرك والأحواض المخصصة للري الفلاحي، أو التي تنتج عن بقايا ورشات إنجاز المشاريع التنموية.