أقدم عشرات الشباب بمدينة إن أمناس بولاية إيليزي، صباح الأحد، على القيام بوقفة احتجاجية، أمام مقر الدائرة. وذلك على إثر الحريق الذي أتى على بيت جاهز من حي 135 مسكن، مطالبين بإيجاد حل لوضعية البيوت الجاهزة التي بقيت تراوح مكانها منذ عدة سنوات. وقد سبق هذه الوقفة عدة نداءات من طرف المواطنين للتجمهر أمام مقر الدائرة، للمطالبة بتسوية وضعية أصحاب البيوت الجاهزة. وهو ما حدث فعلا، بحيث تجمع عشرات الشباب رافعين لافتات تطالب بتسوية وضعية البيوت الجاهزة، وحل مشكلة التزود بالماء، بالإضافة إلى شعارات تطالب بوضع حد لمسلسل الحرائق المتتالية التي تشهدها إن أمناس. كما رفعوا لائحة المطالب إلى رئيس الدائرة. هذا الأخير الذي يوجد في عطلة بحسب ما أكدته مصادر ل "الشروق". وبحسب طلب التدخل المرسل إلى الوالي، الذي تحصلت "الشروق" على نسخة منه، فسكان البيوت الجاهزة طالبوا الوالي بالتدخل العاجل، لوضع حد لما سموه معاناتهم اليومية، بسبب انتهاء مدة صلاحية البيوت القاطنين بها، التي تقارب الثلاثين سنة، عندما تم تركيبها سنة 1987، بحيث أصبحت قديمة ولا تصلح للسكن بسبب هشاشتها، أين صارت تشكل هاجسا كبيرا للعائلات بسبب خوفهم من انهيارها في أي لحظة، بالإضافة إلى الروائح الكريهة الصادرة من الجدران. هذه الأخيرة المصنوعة من مادة الأميونت السامة وتسببت في العديد من الأمراض كالحساسية والربو. ومما زاد الطين بلة، بحسب لائحة المطالب، هو الحرائق المتعددة التي صارت تشهدها هذه البيوت الجاهزة، التي زرعت الرعب والخوف في نفوس العائلات، خاصة في الآونة الأخيرة بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، التي أكد فيها السكان أنهم عرضة لخطر حقيقي يعيشونه يوميا. وأضافت الوثيقة أنه رغم الاتصالات المتكررة بالمسؤولين المحليين بخصوص هذا الوضع، وذلك عن طريق تخصيص إعانات سكن مختلف الصيغ، من أجل تفادي وقوع الكارثة، إلا أنه إلى حد الساعة لم يتم تحقيق مطالبهم، وحتى ديوان الترقية والتسيير العقاري تنصلوا من ذلك على حد قولهم. وعليه، فقد طالبوا بإيفاد لجنة تحقيق لمعاينة الأخطار. أما المطلب الثاني فيتمثل في حل مشكلة التزود بالماءالشروب، الذي تعاني منه مدينة إن أمناس البترولية منذ نحو سنة، بحيث أكد المحتجون ل "الشروق" أن منازلهم تزود ساعة واحدة في اليوم فقط منذ مدة، وذلك رغم فصل الصيف واشتداد درجات الحرارة، وزيادة على هذا فإنه يتم مطالبتهم بتسديد فاتورة الماء، وتهديدهم باللجوء إلى القضاء في حالة عدم التسديد. وعليه، فقد طالبوا بإنجاز بئر ثانية للمدينة. وقد شدد المحتجون على مواصلة الاحتجاج إلى غاية تلبية المطالب. وبالرغم من المحاولات المتكررة للاتصال برئيس بلدية إن أمناس للاستفسار عن الموضوع، إلا أن هذا الأخير لم يرد على المكالمات.