استقبل مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي محمد النذير بتيزي وزو، الأربعاء، أزيد من 40 حالة إغماء، بسبب ارتفاع الحرارة التي وصلت إلى 47 درجة بعاصمة جرجرة وضواحيها حسب مصالح الأرصاد الجوية المحلية. وخلال تواجدنا بمصلحة الاستعجالات لوحظ توافد كبير لسيارات الإسعاف ناقلة نساء حوامل ومسنين، تعرضوا للإغماء والصداع والغثيان، وقدمن من بلديات لقرى مجاورة لمدينة تيزي وزو. كما تجاوز زئبق الترموميتر منتصف نهار الأربعاء، بولاية ڤالمة، عتبة الخمسين درجة مئوية، بعد أن بلغت درجة الحرارة بحسب مصالح الرصد الجوي ببلخير 42 درجة في الظل، و52 درجة مئوية تحت الشمس. وهو ما جعل أغلب سكان الولاية يفرون باتجاه السواحل بولايات عنابة، سكيكدة والطارف، هروبا من لفح حرارة أشعة الشمس، بينما فضل العاملون في الإدارات العمومية المكوث في مكاتبهم حتى وقت الراحة للاستفادة من المكيفات الهوائية. كما قام بعض التجار في غالبة مدن الشرق أيضا بغلق محلاتهم التجارية، في ظل نقص حركة الزبائن. وتجتاح منطقة شرق البلاد هذه الأيام موجة حر شديد بصورة غير طبيعية، مصحوبة بارتفاع نسبة الرطوبة بسبب وجود بعض السدود المائية الضخمة، على غرار سد بوهمدان ببلدية حمام دباغ، وسد زيت العنبة بسكيكدة وسد بني هارون بميلة، فضلا عن المياه المتدفقة من باطن الأرض في عدد من الحمامات المعدنية في سطيف وڤالمة، واعتماد الفلاحين لتقنية السقي المحوري في المساحات الزراعية الشاسعة. وقد تحولت ولايات الشرق الجزائري في السنوات الأخيرة إلى منطقة حارة بسبب تآكل مساحاتها الغابية من صيف إلى آخر بفعل الحرائق المدمرة. وقد اتخذ المواطنون الذين أصبحوا يتعايشون مع هذه الوضع كامل احتياطاتهم التي قد تقيهم من ضربات الشمس حيث لم تسجل المصالح الصحية أي حالة إصابة بفعل الحرارة المرتفعة.