نجح منظمو الحفل الافتتاحي لمهرجان تيمڤاد الدولي في طبعته ال37 في تجسيد شعار المهرجان للموسم الحالي "وطن واحد، شعب واحد"، وذلك برسم لوحة فنية مزجت بين كل طبوع الغناء والطرب الجزائري. رحل الجمهور في أولى ليالي السمر هذه بين الشرق والغرب الجزائري وبين شماله وجنوبه، حاطا الرحال تارة بالأوراس وبأعالي جرجرة والهڤار تارة أخرى، وليبحر بمسامع الحضور بين شعبي العاصمة وإبداعات من الزمن الجميل الوهراني، تاركا وسط هذا الزخم الفني المتمايه حيزا استثنائيا لأولئك المبدعين القادمين من غرداية ليعبروا عما بداخلهم من عشق للجزائر مستنكرين ما حدث من فتنة بين الإخوة. كانت البداية بدخول ضيوف شرف الطبعة الحاج رابح درياسة والمطرب محمد العماري والملحن قويدر بوزيان ورسميين يتقدمهم والي ولاية باتنة، وبعد إلقاء كلمات ترحيبية أحيلت الكلمة للمطرب الحاج رابح درياسة الذي اختار أن تكون كلمته في شكل قصيدة تغنى فيها بالجزائر ووحدتها وسط تصفيق وإعجاب من الجمهور الحاضر، وكما جرت العادة فانطلقت السهرة بفرقة الرحابة المحلية ليختار الفنان نصر الدين حرة منح الحضور تذكرة عودة إلى زمن عيسى جرموني حين أدى إحدى أغانيه الشهيرة، ثمّ تمتع سعاد عسلة جمهورها في نوع الڤناوي، ليليها المطرب محمد لعراف الذي أبدع في أخذ جمهوره إلى فنون فيافي وبوادي أولاد نايل، أمّا ندى الريحان فاستذكرت المرحوم كمال مسعودي، لتكون الرحلة بعدها إلى فن الشعر والطرب البدوي من خلال المطرب عبد القادر الخالدي؛ وفيما اعتبر فاصلا قبل إكمال باقي صور التنوع الثقافي في الجزائر فقد انبرى ثلاثي خريجي برنامج ألحان وشباب وجمعوا أصواتهم لأجل ترديد أغنية "أنا جزائري" لرابح درياسة. ثمّ حطّ الطرب رحاله الوجدانية بغرداية الجريحة عبر فرقتي "اثران" و"الجوهرة السمراء" اللتان اتحدتا في الرسالة المراد إيصالها عبر أغنيتيهما المقدمة المخلصة في حبّ الجزائر ووحدتها.
قالوا ل"الشروق": نصر الدين حرة: سعيد جدا بمشاركتي في هذه الطبعة التي تعني لي الكثير خاصة وأنها تدعو لتوحيد الصفوف لا لتفريقها، فعلى الأعيان الإباضيين والمالكيين التفاهم وإتباع الحوار لحقن دماء أبناء غرداية والخروج من الفتنة الحاصلة انطلاقا من تسوية الخلافات وتقريب وجهات النظر، أما عن جديد الفني فأنا بصدد تحضير ألبوم جديد يحمل عنوان "يا التفاحة" للفنان الكبير رابح درياسة يحوي على 17 أغنية من التراث الشاوي التبسي، وتعالج العديد من القضايا الاجتماعية. عبد الحميد بوزاهر: أشكر الديوان الوطني للثقافة والإعلام على الفرصة الثمينة التي مكنتني من التعبير تضامني الكبير مع سكان غرداية الذين لم يعتادوا على مثل هذه الأمور، والتي نجزم اليوم بأنها مفتعلة ودخيلة على تقاليد الشعب الجزائري المسلم. عزو: أدعو إلى نبذ العنف وفض النزاع والعودة للعمل من أجل عودة الهدوء وخلق مناخ لدفع عجلة الحوار إلى الأمام قصد الخروج بحلول دائمة. المعطي الحاج: أدعو الجميع إلى التفاهم والتحاور والتسامح والتماسك أكثر من أي وقت مضى، وفيما يخص جديدي في الميدان فهو ألبوم "القنديل".
أصداء من تاموڤادي: - تسببت الأمطار الرعدية المفاجئة التي تساقطت عشية انطلاق فعاليات المهرجان إلى تأخر فاق الساعة عن الموعد المحدد لافتتاح الرسمي بفعل كميات المياه التي غمرت عدة زوايا من المسرح الروماني. - لجأ المنظمون إلى استعمال ما أتيح من مكانس ومماسح لإزالة المياه المتجمعة حول منصة العروض، وهي اللقطة التي أعادت إلى الأذهان ما حصل بملعب مولاي عبد الله بالمغرب خلال كأس العالم للأندية للعام الماضي حين لجأ عمال المركب لذات الوسائل لتنشيف المياه المتجمعة بأرضية الملعب. - تجاوب استثنائي خص به رابح درياسة ثلاثي ألحان وشباب، حين أدوا أغنيته الشهيرة "أنا جزائري"، حيث بدى عليه التأثر وردد معهم كلمات الأغنية من البداية إلى النهاية. - لقاء استثنائي عرفه ركح تيمڤاد في لحظة التكريمات من خلال ذاك العناق الحار بين عميدي الفن في الجزائر الحاج رابح درياسة والمطرب الشعبي الكبير عبد الحميد بوزاهر، لدرجة جعلت بعض الحضور يعلق على هذا اللقاء بأنّه لقاء السحاب.