أجمع غالبية قراء "الشروق أون لاين"، الأربعاء، على أنّ قرار وزارة التربية بتدريس العامية يشكّل "مؤامرة" في منظورهم، وفي مقابل تأكيدهم بقوة على عدم تأييد حراك مصالح "نورية بن غبريط رمعون"، فإنهم توقّعوا أن تُمنى الخطوة المثيرة للجدل ب "الفشل". في استفتاء نظّمه "الشروق أون لاين" وشارك فيه الآلاف، شدّد 3273 شخص (80.34 % ) على رفضهم مسار توظيف العامية في تعليم تلامذة الطور التحضيري، فضلا عن متمدرسي السنتين أولى والثانية ابتدائي، على النقيض أعرب 801 شخصا (19.66%) عن تأييدهم اتجاه "بن غبريط". ولدى تعاطيهم مع الاستفتاء المتمحور عن "جدية" التراجع أو المضي في المشروع وما يترتب عن المنحيين من سيناريوهات، تقاطع قطاع واسع من قراء "الشروق أون لاين" في كون قرار الوصاية يشكّل "مكيدة" سيكون عنوانها "الخيبة". وقال "طيب": "يبدو أنّ هناك مخططا لتحطيم الاسلام ولغة القرآن"، وإذ حذر من مغبّة محو العربية من الجزائر، وما سماه "التآمر على هوية الشعب الجزائري، فإنّه خاطب المسؤولين: "استحيوا من الله لأنّ أمركم قد انكشف".
قطعة عظم للإلهاء رأى أحد المعلّقين أنّ خبر إدراج الدارجة في التعليم، هو "قطعة عظم" رُميت لأنصار اللغة العربية كي ينشغلوا عما نعتها "قطعة اللحم الكبيرة"، مقدّرا أنّ المغزى هو الإلهاء عن عدم الامتحان في البكالوريا على الأدب والعلوم الإسلامية للعلميين، وبالتالي تخريج أجيال جاهلة باللغة العربية والعلوم الإسلامية. وتابع "عامر بغدادي" بالقول أنّ الفكرة مستوردة من النظام التعليمي في عهد الاحتلال الفرنسي، حيث كانت العربية تعتبر لغة أجنبية ويتم الاختيار بينها وبين الانجليزية والألمانية كلغات أجنبية، وكانت العامية هي التي تدرّس لأبناء الأوروبيين وبعض الجزائريين. ولاحظ "بغدادي" أنّ اليوم يُعاد الطرح نفسه في إطار محاربة لغة هذا الشعب وتغريبه بهدف ربطه بالغرب الاستعماري، وطرح الفكرة الآن أتى في نظره ل "هشاشة الوضع على مستوى القمة"، ما يعني باعتقاده أنّ "الفرصة مواتية لتمرير كل ما هو معاد للشعب لترسيمه ودسترته، ويصبح بالتالي نافذ المفعول شاء من شاء وكره من كره، لذا يجب التصدي لذلك". وأردف آخر: "نحن نقف مع الإصلاح، لكن ليس على حساب لغة هذا الشعب، وأقولها ويجب أن يعرف القاصي والداني ذلك، العربية هي اللغة الأم للغالبية العظمى من الجزائريين باعتبارها اللغة التي ينشأ عليها الطفل، لأنّ اللغة الأم ليست هي أقدم لغة تداولها سكان بلد ما، بل هي تلك التي ينشأ الطفل ضمن بيئتها". واستطرد: "صحيح هناك عامية لكنها ليست ولن تكون أبدا مؤهلة لملء الفراغ الذي تخلفه العربية في حالة إلغائها من المنهاج التعليمي، وهنا تأتي الفرنسية لغة المستعمر لتسود وتتسيّد وتبيض وتفرخ لأن الجو يكون قد صفا لها، وهذا هو بيت قصيد بن غبريط"، على حد تعبيره.
تخلّف على وتر مغالط قال "لخضر": "إلى كل من يدعو إلى الفرنسة، أقول إنكم متخلِّف لأنه ما من دولة تقدَّمت إلاّ بلغتها، والفرنسية في حدِّ ذاتها متأخِّرة عن الإنجليزية بشوط طويل"، وكتب "زينو": "لا أعتقد أنّ الكلام كان مجرد إشاعة، لكن هم يحاولون تغليط الشعب بالإشاعات ليروا ردة الفعل فقط ثم إما يطبّقون أو ينسحبون"، مستفهما: "لست أدري لماذا يريدون تحطيم المنظومة التربوية بأي ثمن؟، مع أنّها هي المستوى الحقيقي للبلاد أحبوا أم كرهوا، إذا كانت الوزيرة بحد ذاتها لا تتقن اللغة العربية فكيف لها أن تركّز عليها أو تدعمها؟". وفيما دعا "عبد الله" إلى مواجهة من صنّفهم ك "حركى"، نبّه "بن دحان" إلى أنّ التجارب أثبتت أنّ كثيرا ممن نعتهم "الفرانكفونيين المتجذّرين في كثير من مفاصل السلطة" لا يمكن أن يستسلموا بالسهولة التي تبدو، مضيفا: "بالنظر إلى تصريحات الوزيرة، يمكن الجزم أن مسألة القضاء المبرم على اللغة العربية هي مسألة وقت فقط، وبالتدريج...إذ كيف نتفهم تدريس اللهجات الوطنية – وما أكثرها – في 20 ولاية !! .. وماذا يعني تدريس الشعر الملحون لتلاميذ الإبتدائي؟ ... وهل يمكن حشو الكتاب المدرسي فقط بكتابات الجزائريين؟".
حشو "الجزائريانية" (..) تابع من قدّم نفسه على أنّه "مفتش لا زال في الخدمة" في إطلاق تساؤلات: "هل يمكن حشو الكتاب المدرسي فقط بكتابات الجزائريين، وإدارة الظهر إلى كل الكتابات العربية في المشرق والمغرب، بدعوى الجزائريانية !...مع العلم أن المصطلح الأخير كثير التداول بين المجموعة المخططة في أعلى هرم الوزارة". وانتقد المتفاعل ذاته الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وكل النصوص الدينية، الذي سيتم التقليل منه في الكتب المدرسية الجديدة، تحت ذريعة محاربة العنف لدى التلاميذ !! ...، محيلا على أنّ (الكثير من هذه المعاني سمعناها شخصياً من بن رمضان المستشار البيداغوجي لوزيرة التربية...).