قال الشيخ عايد بن خليف الشمري أحد علماء السلفية، أن لا علاقة للاعتداءات الإرهابية التي يرتكبها تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالجهاد "لا من قريب أو من بعيد". وشدد على أن الاعتداءات الانتحارية الأخيرة لا تستند الى أي مرجعية دينية بالقول "إذا طبقنا مفهوم أنواع الجهاد فإنه لا علاقة لها بالجهاد"، وأضاف أن هؤلاء الذي يقصد بهم أتباع درودكال "يقاتلون أبناء جلدتهم من المسلمين غدرا وخيانة". * - درودكال يستند الى أوراق منشورة في الانترنيت ولا مرجعية دينية لأعماله * * وكان الشيخ عايد بن خليف الشمري يجيب على سؤال مجموعة من الشباب الجزائريين اتصلوا به لاستفساره عن الموقف الشرعي من الاعتداءات الإرهابية الأخيرة وقام بتسجيله موقع "مجالس الهدى" للإنتاج والتوزيع بالجزائر اطلعت عليه "الشروق اليومي" كاملا، وقامت ببثه مختلف المواقع التابعة للتيار السلفي منها شبكة "السحاب" السلفية تحت عنوان "الأقوال الشرعية حول ما حدث في الجزائر من أفعال إجرامية".وحرص شيخ السلفية على القول إن الاعتداءات الإرهابية لا صلة لها بالأخلاق التي أمر بها الإسلام، مؤكدا أن الجهاد جاء لحماية بلاد المسلمين والمسلمين، وأضاف "لكن هؤلاء الإرهابيين يقتلون المسلمين"، ووصفهم مجددا ب"الخوارج" الذين يزرعون اللاأمن في بلاد المسلمين بأعمالهم، واعتبر أن "قتالهم مشبوه ولا يستند ما يقومون به الى أدلة شرعية"، قبل أن يتدارك أمام بشاعة الاعتداءات الإرهابية التي يقوم بها أتباع درودكال "حتى الخوارج لم يفعلوا ما فعل هؤلاء اليوم الذين يعيشون بيننا وينتسبون الى الإسلام زورا وبهتانا"، قبل أن يؤكد "هؤلاء تعدَّوا حتى على الخوارج، فهؤلاء يعيشون في وسطنا يختفون فيما بيننا، هذا الفعل لم يكن إلا فعل الباطنية، لم يفعل هذا الفعل وهذه الطريقة من التخفي ومن المخادعة، وإلى الوصول للهدف ثم تفجيره وقتل الناس غيلة وغير ذلك، هذا لا يعرف إلا عند الحشاشين". * * إمارة درودكال وهمية ..دولته في عقله فقط لا أثر لها إلا الدمار والعمليات الإنتحارية * * واعتبر الشيخ أن هؤلاء وضعوا لهم دولة وهمية، إمارة وهمية، قيادة للجيوش وهمية" أين دولتهم؟ إنما هي فقط في عقولهم، ولكن لا نرى من أثرها إلا هذا القتل وهذا الدمار، ولا نرى من أثر هذه الدولة إلا هذه العمليات الانتحارية والتفجير الذي شوه صورة الإسلام. * وسئل في موضوع آخر ، عن استهداف رجال الأمن ليجيب "يقتلون رجال الأمن، أليس رجال الأمن هؤلاء هم الذين يجاهدون لحماية بلادهم؟"، وهم الذين يجاهدون للدفاع عن الجزائر؟، وهم الذين يجاهدون لاستتباب الأمن في الدولة الجزائرية؟ وهم الذين يجاهدون من أجل أن يصل الناس إلى الجمع والجماعات؟ أليس رجال الأمن في الجزائر هم الذين يطاردون القتلة ويمنعون القتل بإذن الله؟ هل أمثال هؤلاء يقتلون؟ بأي شرع يجيزون لأنفسهم هذا؟ وأنا أقول لهم: ارجعوا إلى الله عز وجل، واقرؤوا الكتاب والسنة، وارجعوا إلى كتب الفقه وما ورد فيها في أبواب الجهاد". * * * لا يوجد عالم يؤيد جرائم "الجماعة السلفية" * * الشيخ عايد الشمري أشار أيضا الى عدم شرعية هذه الإعتداءات الإرهابية التي تبرأ منها جميع علماء السلفية المتقدمين والمتأخرين الذين أفتوا ببطلان هذه الجرائم، ليؤكد أنه لا علاقة للتنظيم المسمى "الجماعة السلفية" بالسلفية أو الدعوة السلفية، لكنه يرتدي رداء السلفية للتضليل من أجل تحقيق دعوة خارجية. وتحدث الشيخ الشمري عن عدم استناد تنظيم "درودكال" الى أي مرجع لتبرير اعتداءاته الإرهابية من كتب السلفية "ولا يوجد هناك أي عالم يؤيد أفعالهم"، قبل أن يكشف أن الهيئة الشرعية للتنظيم الإرهابي تحيل الشباب على دراسات خوارج على الأنترنيت وليس كتب الحديث والسنة والعلماء ليبرهنوا على شرعية جرائمهم ويتعاملون معها بالتأويل وحرص وهو يخاطب السائلين الجزائريين "هذه التفجيرات لا تجوز شرعا"، وانتقد كل "من يفرح لقتل المسلمين ويرضى بفعل هؤلاء". وختم جوابه بقوله: "..وأن يحفظ الجزائر وأن يحفظ الجزائريين من كل سوء وأن يبعد عن الجزائر هذه الفتنة وغيرها من الفتن سواء كانت هذه الفتنة تتعلق بالعلمانية أو اللبيرالية أو الصوفية أو الشيعة أو الخوارج أو الباطنية أو غيرهم، نسأل الله أن يحمي الجزائر وسائر بلاد المسلمين".