أفراد من تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال أعلن منتسبون للتيار السلفي عن حملة واسعة ضد الاعتداءات التي ينفذها تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، لكنهم هذه المرة شددوا على براءة التيار السلفي من هذه الجرائم، وفي شبه حملة مضادة، نشرت عدة مواقع الكترونية، دراسات لأبرز علماء السلفية يطعنون فيها في شرعية الاعتداءات الانتحارية بأدلة دامغة. * * الإنتحاريون يقومون بأعمال مبنية على الخيانة والإسلام لا يقرها أبدا * * * ولجأ العديد من هؤلاء مؤخرا إلى نشر مواقف علماء الدين المحسوبين على التيار السلفي في مواقع الكترونية تعرف إقبالا منها موقع "الشروق أونلاين" الذي وردت إليه العديد من هذه الدراسات. * * واللافت هو التداول الكبير لدراسة أعدها الشيخ أحمد بن يحيى النجمي الذي وافته المنية في جويلية الماضي، وأهم ما جاء فيها "أمَّا ما يعمله الإرهابيون في هذا الزمن الذين يلبسون الأحزمة الناسفة، أو يقودون السيارات المفخخة، فإذا وجدوا مجموعة من الناس فجَّر اللابس نفسه أو فجَّر سيارته ونفسه، فهذا أمرٌ ينبني على الخيانة، فالإسلام بعيدٌ عنه كل البعد، ولا يقره أبداً". * * وكان الشيخ رحمه الله، قد استند إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، * * وروايات الصحابة مؤكدا أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حرم الغدر، وحرَّم الخيانة التي يستعملها الإرهابيون، وحرم قتل النساء، والأطفال، والشيوخ؛ الذين لايستطيعون القتال ولا يُقاتلون، حرَّم قتل هؤلاء، وحرَّم الإفساد أيضا. * * ومما نشر أيضا عن دراسة الشيخ، أن "ما يُعمل الآن من الأعمال الانتحارية في بلاد المسلمين إنَّما يعملها ويخطط لها التكفيريون الخوارج، الذين ذمهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية؛ لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة" ليصل إلى أن "الإسلام بريءٌ من هذه التصرفات الهوجاء الرَّعناء، وإنَّه ليشجب فاعليها، وينكر أفعالهم". * * إرهابيون محتالون يستغلون إسم السلفية للتضليل والتشويه * * ونقلت المواقع مرافعات الشيخ عن السلفية بقوله "إنَّ الذين يتهمون السلفيين الذين يتبعون كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ويسيرون على نهج الصحابة، إنَّ الذين يتهمونهم بالتفجيرات التي تشتمل على قتل الأنفس، وإتلاف الأموال، وإراقة الدماء، وإخافة الناس، والخروج على الدولة، إنَّ الذين يتهمون السلفيين بهذا هم الذين يفعلون هذه المناكر، ويريدون أن يلصقوها بغيرهم هم أصحاب تنظيم القاعدة، الذين يتابعون أسامة بن لادن، والمسعري، وسعد الفقيه، وأمثالهم، لأنَّ هؤلاء تربوا على كتب المكفرين الذين يكفرون أمَّة محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- بغير حق، بل يكفرون بالمعاصي، والمعاصي لا يسلم منها أحد". * * ووردت الى "الشروق اليومي" على موقعها على الإنترنيت تعقيبات عديدة على مقالات نشرت في وقت سابق، منها موقف الشيخ سلطان العيد الذي جاء فيه "من تحايل هؤلاء الإرهابيين أنهم قد يسمون أنفسهم بالجماعة السلفية للجهاد والهجرة والعديد من الألقاب، بقصد التضليل وتشويه صورة الدعوة السلفية، ولكن إذا رأيت أفعالهم وإرهابهم علمت براءة الدعوة السلفية منهم". * * * * الشيخ رمضاني: إننا نبرأ الى الله من كل حامل سلاح ضد النظام والشعب * * وتعرض بعض المواقع أيضا بعض ما ورد في كتاب عبد المالك رمضاني * * "فتاوى العلماء الأكابر حول إراقة الدماء في الجزائر" عندما يقول "ولا يَغُرَّنَّكم انتسابُ أولئك إلى (السلفية)، فليس لهم منها إلاَّ الاسم، وإلاَّ فكيف تستقيم لهم هذه الدعوى وهم في وادٍ والعلماء السلفيون في وادٍ، كما ستراه في هذه الفتاوى"... إلى أن قال: ونحن إذ لا نتبرَّأ من (السلفية)؛ لأنَّها الدينُ الحقُّ، فإنَّنا نبرأ إلى الله من (الجماعة السلفية للدعوة والقتال) ومن كلِّ حامل سلاحٍ اليومَ في بلادنا ضدَّ النظام والشعب". * * ويوضح عبد المالك رمضاني "أقول هذا ليَعلَم الخَلْقُ أنَّ في انتساب هؤلاء الثُوار إلى السلفية تشويهاً للسلفية، كما أنَّ انتساب المسلمين المنحرفين إلى الإسلام تشويه للإسلام، وصدٌّ عن سبيل الله، وتنفيرٌ من الفرقة الناجية". * * وواصل القول "التكفيريون يفهمون النصوص فهماً منعكساً، فهماً غالياً، فهماً لا يمت إلى كتاب الله ولا إلى سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا إلى نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين بِصِلَةٍ"، حاشا لله أن ينتمي هؤلاء إلى السلف الصالح، حاشا لله أن ينتمي هؤلاء إلى الصحابة الكرام، الذين تنتمي إليهم المدرسة السلفيّة المباركة التي على رأسها أئمتها الثلاثة: ابن باز، والألباني، وابن العثيمين، وفتاواهم محفوظة، ومسطورة في التحذير من هذا الفكر، والبراءة من هذه الأفعال الشنيعة.